في فيلمه الشهير “لورنس العرب ” للممثل الإنجليزي “بيتر أوتولي” والذي يحكي حكاية الجاسوس الإنجليزي الشهير “تي ايه لورنس” في شبه الجزيرة العربية ، رغم كل شيء ورغم حبكة وسيناريو الفيلم استوقفتني عبارة لا يزال صداها يرن في أذني حد الساعة ..”إيتس نوت ريتن ” بمعنى “ليست مكتوبة” كان هذا رد السيد لورنس على أحد العرب الذين كانو قد اخبروه بإستحالة بقاء أحد رفاقهم على قيد الحياة بعد سقوطه من راحلته في الصحراء البعيدة وأنها “كاتبة” كما تقول أنت ، ولكنه عاد الى الصحراء وأحضره حيا يرزق ، سترد علي قائلا هذا مجرد فيلم وأصلا أجنبي ، أقول لك ، هل تعرف “مصطفى محمود؟؟” ، من لايعرفه ، حسنا اذا يقول السيد مصطفى “سلة القمامة التي نلقي فيها بكل أفعالنا هي كلمة قسمة ونصيب”.
اخبرني اليست تلك الحقيقة بكل أوجاعها ، الا ترمي كل شيء على “القسمة والنصيب” وتيأس بلا حتى اجتهاد ، هذه الجملة هي كالسم ، أورثت داخلك التكاسل والتواكل فيما زينها قائلوها رابطين اياها في الدين ، هل تعلم فيما يذكرني يأسك وعدم اجتهادك هذا ، انت تذكرني بسبعين رجلا يسيرون في صحراء الحجاز القاحلة ، يحملون الرسالة الأنبل على مر العصور الى مدينة “يثرب” بعد ان طردهم اهلهم في مكة واصفين اياهم بالصابئين لم يقولو هذا هو “المكتوب” اخي القارئ ، لم يقولوها ، وتحولت مسيرتهم الصغيرة تلك الى مسيرة قدر لها أن تصحح وتغير مسار العالم والإنسان ، السبعون رجلا فيما بعد حطموا أسطورة فارس ، أذلوا كسرى ، وزعزعوا عرش هرقل ، أولئك هم أبناء الإسلام ، يضربون لك الأمثلة لكي لا تستلم منذ غابر الأزمنة ، ولكن حينما تستلم تربط الأمر بالقضاء والقدر أخبرني من تُراه أكثر ايمانا بالقضاء والقدر أنت أم هم ، لماذا لم يستسلموا في الرسالة الأثقل وتستلم أنت في الأمور الخفيفة ؟ ، اخبرني لماذا أنت بمتحجج ؟؟
“سأل الممكن المستحيل ذات مرة ، أين تعيش ؟ ، قال المستحيل (في أحلام العاجز) “