كانت معركة نافارين (29 ربيع الأول 1243هـ/ 20 أكتوبر 1827م) من أعنف المعارك البحرية بين الأساطيل العثمانية والجزائرية والمصرية -التي كانت تُشَكِّل الدرع الواقي للأُمَّة الإسلامية- وبين الأساطيل البريطانية والفرنسية والروسية من جهة أخرى. وقعت في خليج نافارين جنوب غرب اليونان، انهزم العثمانيون هزيمة كبيرة، وقد كانت بداية الانهيار البحري للإمبراطورية العثمانية، وسقوط الجزائر سنة (1830م) تحت الاستعمار الفرنسي، ونقطة فاصلة نحو استقلال اليونان من الحكم العثماني.
الدوافع الكبرى للمعركة :
الخوف من التوسع العثماني في أوروبا الشرقية حيث استطاع الجيش العثماني الوصول إلى أسوار مدينة فيينا وايضا الفتوحات الاسلامية التي وصلت إلى منطقة القوقاز بما يعرف اليوم بالشيشان وداغستان
رغبة التملك والتسلط التي كانت عند قياصرة روسيا (نيقولا الاول، الكسندر الثاني ) حيث رأت روسيا في الثورة اليونانية فرصة لاضعاف الدولة العثمانية، فقام ألكسندر الأول بمساندة اليونانيين، تحت غطاء حماية الأرثوذكس في العالم، خاصة أن اليونانيون المتمركزون في المورة و كريت و قبرص، حيث يشكلون ما يقرب من نصف سكان المناطق، أي إنهم يتفوقون على العنصر التركي الموجود بين ظهرانيهم، مما يجعل أي ثورة ذات قوة وعنفوان ودموية في ذات الوقت.
إن باتفاقية لندن في 6 جويلية 1827 تصير كل من فرنسا ،بريطانيا العظمى و روسيا ضامني الحكم الذاتي لليونان في إطار الخلافة العثمانية. حيث انه الثوار اليونانيون قبلو التسوية بسهولة نظرا للوضعية الصعبة التي كانوا فيها فان العثمانيون رفضوا الحل .
اتفقت القوات الأوربية الثلاثة بإرسال أسطول بحري لمضايقة قوات إبراهيم باشا و إجباره على إخلاء بيلوبونيز الحالية ، قاد الأسطول نائب أمير البحر (الكونتر أدميرال) ادوارد قودرينكتن، هنري دي رنيي و لوقين بيتروفيتش قيدن و تقرر فقط استظهار القوة لا المواجهة.
كان الأسطول العثماني راسيا في خليج نافارين و كانت دارتموث ذهبت اليه مرتين لتعرض على ابراهيم باشا شروط اخلاء الخليج المقترحة من طرف القوات الثلاثة . لكن إبراهيم باشا رفض شروط الإخلاء المقترحة ، لكن الأدميرال ٌقودرنكتن لم يحتمل صبرا فقرر استعراض القوة في 20 أكتوبر 1827، في حوالي الثانية ، مغتنما رياح جنوبية غربية ، يدخل شراعيا في الخليج معززا ب 11 سفسنة بريطانية و 8 سفن روسية و 7 سفن فرنسية معززا ب1270 مدفعا أما القوات العثمانية فكانت متكونة من 82 مركبا 2438 فوهة نارية و 16000 رجلا.
نتائج معركة نافارين :
تعد معركة نافارين واحدة من المعارك البحرية التي غيرت مجرى التاريخ وغيرت مواقع الكثير من القوى المعروفة آنذاك. كانت خلاصتها هو الإنهزام الذي وقع لأكبر الأساطيل البحرية، وهو تحطم الأسطول العثماني،
كذلك الأسطول المصري بقيادة إبراهيم باشا الذي كلفه محمد علي باتفاق مع الأستانة لإخماد الثورة في الأراضي اليونانية أي تحطم كلية؟
الجزائر التي وجهت غالبية قطعها الحربية، لمساندة الأسطول العثماني ضد القوى البريطانية الفرنسية و الروسية، معركة بحرية في غاية الشراسة، كل الهجمات تركزت على الأسطول الجزائري الذي خسر كل أسطوله.
ترتب بعد المعركة ضعف عسكري جزائري في البحر فاتحتا الباب أمام الهجوميات المعادية و مما شجع شارل العاشر ملك فرنسا على فرض حصار بحري و الذي انتهى باحتلال الجزائر في 1830 ثلاث سنوات من معركة نافارين.
استقلال اليونان من الحكم العثماني.