بعد يومين من الأشغال المستمرة، توج الاجتماع الـ 47 للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بإصدار “إعلان الجزائر” الذي تضمن عدة مواقف وتوصيات هامة.
في بداية الإعلان، دان أعضاء اللجنة التنفيذية كافة أنواع التدخلات في الشؤون الداخلية للدول باعتبارها انتهاكا لقواعد القانون الدولي، وأكدوا ضرورة احترام سيادة واستقرار وسلامة كل دولة عضو في الاتحاد طبقا للشرعية الدولية.
وجدد الأعضاء، في “إعلان الجزائر” دعمهم الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف، وذلك حتى استعادة حقوقه الثابتة والمشروعة وغير القابلة للتصرف من خلال تقرير مصيره وممارسة سيادته على أراضيه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف كما دعوا إلى الوقف الفوري لكافة الانتهاكات الإسرائيلية بحقه.
وبعدما دعوا إلى التعريف بتعاليم الإسلام السمحة وإلى مكافحة إيديولوجية الإرهاب والتطرف، دعا الأعضاء إلى وضع مشروع ثقافي يعمل على إحياء القيم الإسلامية.
في هذا السياق، دان أعضاء اللجنة التنفيذية بشدة كل أشكال الإرهاب وأكدوا عزمهم المشترك على محاربته وتجفيف منابع تمويله للحد من انتشاره، لا سيما في منطقة الساحل وشرق افريقيا، حيث حيّوا في هذا المقام، تجربة الجزائر الرائدة حيث كافحت الإرهاب من خلال مقاربة شاملة تستند على المصالحة الوطنية وتحقيق التنمية والديمقراطية التشاركية وتكريس دولة القانون والعدالة الاجتماعية.
في سياق آخر، أعرب أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد عن انزعاجهم من عودة الحرب بين المغرب وجبهة البوليزاريو وشددوا على ضرورة عودة طرفي النزاع إلى المفاوضات المباشرة ودون شروط مسبقة تحت قيادة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة وبدعم من الاتحاد الإفريقي وذلك قصد تطبيق قرارات مجلس الأمن وتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي إسهاما في استتاب السلام والاستقرار في شمال إفريقيا.
حمل الإعلان دعوة إلى العمل المشترك والتعاون وتبادل الخبرات بين الدول الإسلامية بهدف تجاوز التباطؤ الاقتصادي جراء وباء كورونا، كما دعوا لطرح خارطة طريق جديدة فيما يتعلق بمواكبة الثورة الصناعية الرابعة والثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي.
في الأخير، دعا “إعلان الجزائر” إلى تعزيز مكانة الاتحاد على الساحة الدولية من خلال تقوية هياكله وآلياته وتكثيف التنسيق بين أعضائه في المحافل الدولية لمواجهة الأوضاع الإقليمية والدولية غير المستقرة في الوقت الحالي.