17 جوان … ذكرى استشهاد الشهيدة فضيلة سعدان

م .ك17 يونيو 2022آخر تحديث :
17 جوان … ذكرى استشهاد الشهيدة فضيلة سعدان

فضيلة سعدان من مواليد 10 أفريل 1938 في مدينة قصر البخاري بولاية المدية، وترعرعت وسط عائلة محافظة ومتديّنة حيث كان والدها معلما بمدرسة أهلية تابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بعد سنتين من ميلادها توفي أبوها فانتقلت مع عائلتها إلى الحروش بمدينة سكيكدة أين أتمت تعليمها الابتدائي والإعدادي بنجاح، وانتقلت للدراسة في الثانوية بقسنطينة.

أبدت فضيلة سعدان اهتماما مبكرا بالجانب السياسيّ، ونظرا لشعورها الفياض بالروح الوطنية شاركت مشاركة فعالة في التهيئة و الإعداد لإضراب الطلبة الذي دعت إليه جبهة التحرير الوطني سنة 1956، حيث قامت بالإعداد لهذا الإضراب بالثانوية التي كانت تدرس بها (ثانوية الحرية حاليا بمدينة قسنطينة)، و قد اتهمت على إثر ذلك بأنها المفكر و المحرض على الإضراب بثانويتها، فاعتقلت و أودعت سجن الكدية الذي قضت به ما بين 6 و8 أشهر، و قد تكفلت جبهة التحرير بالدفاع عنها، و تمكن المحامي من أخذ إذن لها من أجل الحصول على الكتب اللازمة لمتابعة دراستها، و بعد خروجها من السجن و بأمر من والدتها سافرت إلى فرنسا سنة 1957 لإتمام دراستها لدى أقربائها هناك، و أثناءها شاركت في توعية العمال من أجل القضية الجزائرية، وقد تحصلت على شهادة البكالوريا بجدارة إذ كانت الأولى على مستوى دائرتها الأمر الذي دفع الصحافة الفرنسية للحديث عنها.في 13 ماي 1958 ألقت السلطات الاستعمارية القبض على أختها مريم سعدان التي كانت تشتغل كممرضة مع عدد من رفقائها في النضال ثم أخلي سبيلها، و بعد مدة قصيرة أعيد اعتقالها واستشهدت في 22 جوان 1958 بعدما تعرضت إلى أقصى أنواع التعذيب من قوات الاستعمار الفرنسي، و لما علمت فضيلة باستشهاد شقيقتها عادت إلى أرض الوطن في شهر جوان 1958 والتحقت نهائيا بصفوف جيش التحرير الوطني، فكان دورها النضالي فعالا مما أهلها للقيام بمهمة الاتصال بالمجاهدين في قسنطينة و خارجها و القيام بالعديد من الأعمال الفدائية

في الأسبوع الثاني من شهر جوان 1960، و نتيجة لوشاية تمكن العدوّ من تحديد أماكن بعض الفدائيين، و القضاء على المجموعة الأولى في باب القنطرة بمدينة قسنطينة، بعدها في 17 جوان 1960 حوصرت فضيلة سعدان مع مجموعتها في مكان يسمى الرصيف بقسنطينة، و بعد اشتباك بطولي عجزت فيه القوات الاستعمارية الفرنسية في القضاء عليهم، اضطرت إلى نسف المنزل الذي كانوا فيه لتسقط فضيلة سعدان شهيدة مع كل مجموعتها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل