تعددت أسباب تسمية مشعر منى؛ فمن المؤرخين من ذكر أن تسمية “منى” أتت لما يُراق فيها من دماء الأضاحي المشروعة في الحج، فيما ذهب آخرون إلى أنها سميت بهذا الاسم لتمنّي آدم فيها الجنة، ورأى آخرون أنها لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس “مِنى”؛ حيث يتجمع فيها الحجاج في يوم التروية وأيام التشريق.
وتبلغ مساحة مشعر منى 16.8 كيلومترًا مربعًا، ويقع على بُعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، وهو مشعر داخل حدود الحرم ووادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية.
وشهدت أرض منى بيعتي العقبة الأولى والثانية؛ ففي سنة 12 من النبوة (621 ميلادية) كانت بيعة العقبة الأولى التي بايع فيها 12 شخصًا من أعيان قبيلتي الأوس والخزرج من المدينة المنورة الرسولَ صلى الله عليه وسلم، كما شهد نفس الموقع موسم حج الـ13 من النبوة (622 ميلادية) بيعة العقبة الثانية التي حضرها 73 رجلًا وامرأتان من أهل المدينة.
وشهدت هذه الأرض أعظم قصة بِر في التاريخ بين سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ، فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}.