كلمة الوزير لعمامرة بمناسبة يوم الدبلوماسية الجزائرية

نجيب ميلودي9 أكتوبر 2022آخر تحديث :
كلمة الوزير لعمامرة بمناسبة يوم الدبلوماسية الجزائرية

الوزير لعمامرة بمناسبة يوم الدبلوماسية الجزائرية: “دبلوماسية بلادنا تؤمن بقوة الحق والثبات على المبادئ في مساندتها للقضايا العادلة على غرار القضية الفلسطينية وقضية شعب الصحراء الغربية”.
وفيما يلي كلمة الوزير :
بســــم الله الرحمــن الرحيــم
والصــلاة والســلام على نبيه الكريم

  • أصحاب المعالي والسعادة؛
  • أعضاء أسرة الإعلام؛
  • السيدات والسادة؛
  • الحضور الكرام؛

يطيب لي أن استهل كلمتي بتهنئتكم جميعا بهذه المناسبة الغالية ذي الرمزية العالية بالنسبة لكل الجزائريين وبالخصوص منتسبي وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج.

كما يسعدني أن أنقل إليكم بهذه المناسبة تبريكات السيد رئيس الجمهورية وتشجيعه لنا جميعا للبقاء على العهد وتقديم المزيد في العمل الدبلوماسي باعتباره أحد الخنادق الأمامية للدفاع عن مبادئ ومصالح الجزائر.

إن يوم الدبلوماسية الجزائرية الذي يقترن هذا العام بالذكرى الستين لاسترجاع الجزائر استقلالها الوطني ليشكل مناسبة هامة للاحتفاء بدبلوماسية بلادنا التي حافظت على طابعها الثوري حتى بعد انضمام الجزائر لمنظمة الأمم المتحدة بتاريخ 08 أكتوبر 1962. ذلك الطابع الذي تشكلت ملامحه إبان الثورة التحريرية في خضم الملاحم التي صنعها كفاح الشعب الجزائري على المستويين السياسي والعسكري وتواصل بعد الاستقلال ليكرس امتداد الشخصية الدولية للجزائر وتميزها بين الأمم بمبادئها الراسخة التي أهلتها لقيادة المد التحرري من الهيمنة الاستعمارية والتموقع في طليعة الدول النامية المطالبة بنظام دولي جديد.

فلنا أن نحتفي بهذا اليوم التاريخي الذي كرس عودة الجزائر إلى الحياة الدولية بعد ليل استعماري طويل ولنا أن نفخر بإنجازات الدبلوماسية الجزائرية خاصة وأنها تتجدد اليوم بكل حيوية وفعالية تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وتقدم مساهمتها بكل عزم في مسيرة بناء الجزائر الجديدة، مستنيرة في ذلك بمبادئ ميثاقها التأسيسي وشهادة ميلادها: بيان الفاتح نوفمبر 1954.

ولعل ما يعرفه العالم اليوم من توترات متصاعدة وتقلبات متسارعة وما تحمله حالة الاستقطاب المتزايدة من بوادر إعادة تشكيل موازين القوى، لتؤكد من جديد على وجاهة المواقف الجزائرية المتمسكة بمبادئ عدم الانحياز والمناضلة باستمرار من أجل قيام نظام دولي يسوده العدل والمساواة ويضع حدا للإجحاف التاريخي بحق الدول النامية.
وهنا يكمن أيضا جوهر دبلوماسية بلادنا التي تؤمن بقوة الحق والثبات على المبادئ في مساندتها للقضايا العادلة على غرار القضية الفلسطينية وقضية شعب الصحراء الغربية، لأن ما عاشته الجزائر يؤكد أن الاستعمار مهما طال فمآله الحتمي الزوال.

السيدات والسادة الكرام،

على ضوء هذا الالتزام والوفاء لتضحيات أبنائها البررة، تواصل الجزائر مساعيها كطرف فاعل في جميع مجالات انتمائها العربية والإفريقية والإسلامية والمتوسطية من أجل مد وتعزيز جسور التعاون والتضامن والمساهمة في حل النزاعات والأزمات عبر الطرق السلمية وبعث ديناميكيات خلاقة لثمين فرص التكامل الاقتصادي والتنمية المندمجة.

من هذا المنطلق، تواصل الجزائر جهودها لضمان التحضير الأمثل للقمة العربية التي ستحتضنها يومي الفاتح والثاني من نوفمبر المقبل، وهي تتطلع لأن يشكل هذا الاستحقاق الهام فرصة لاتخاذ قرارات جريئة وبروح توافقية للارتقاء بالعمل العربي المشترك في مستوى رمزية هذا التاريخ وما يحمله من قيم النضال المشترك في سبيل التحرر وامتلاك مقومات التحكم في مصيرنا الموحد ليكون قويا وفاعلا.
وبالموازاة مع جهودها الرامية للم الشمل وتعزيز دعائم السلم والاستقرار إقليميا ودوليا، تكثف الدبلوماسية الوطنية نشاطها الاقتصادي من خلال استراتيجية شاملة لتوجيه التعاون الدولي وفق منطق توازن المصالح، تجسيدا لأهداف البرنامج التنموي الطموح الذي تهدف الجزائر من خلاله إلى ضمان مكانة تليق بها ضمن ركب الدول الصاعدة كما سبق وأن أكد على ذلك رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في أكثر من مناسبة، وخصوصا عند ذكره قدرة الجزائر على تقديم قيمة مضافة إلى “مجموعة بريكس”.

وفي ذات الوقت، تتواصل جهود الدبلوماسية الجزائرية لتجسيد توجهها الاستراتيجي بالالتزام بخدمة ومرافقة جاليتنا الوطنية في الخارج ليس عبر خدماتها القنصلية فحسب، بل من خلال مقاربة تفاعلية تتركز على حماية أبناء جاليتنا والدفاع عن مصالحهم واعتماد العمل الجواري والمتكامل لترقية الهوية الوطنية وتعزيز الروابط بين أبناء جاليتنا من مختلف الأجيال ووطنهم الأم، وضمان انخراطهم بكل طاقاتهم وكفاءاتهم في المسار التنموي الشامل الذي تشهده الجزائر.

السيدات والسادة الكرام،

لا يفوتني ونحن نحيي هذا اليوم المشهود من تاريخ الجزائر المستقلة أن أقف وقفة ترحم على أرواح كل شهداء الدبلوماسية الجزائرية الذين قضوا مدافعين عن مصالح بلادنا وحاملين رسالتها النبيلة.

كما أوجه تحية تقدير وإكبار إلى كل الأجيال التي تعاقبت على خدمة دبلوماسيتنا الوطنية نظير ما بذلته ولا تزال من جهود مقدرة من أجل ترقية صورة الجزائر وإعلاء كلمتها بين الأمم، وهو ما يجعل كل جزائري اليوم فخورا بدبلوماسية بلاده بفضل ما يجد في مواقفها من انسجام تام مع تلك القيم والمبادئ التي تشبع بها كل جزائري وجزائرية.

أدام الله تواصل أجيالنا في كنف الكرامة، وجعل من الدبلوماسية الجزائرية الرفيق الملتزم للجيش الوطني الشعبي، ولقوى الشعب الحية على نهج أمجاد أسلافنا في الذود عن سيادة ورفعة وطننا الغالي.

شكرا على كرم الإصغاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل