أشرف المدير العام للوقاية و ترقية الصحة لوزارة الصحة السيّد جمال فورار، اليوم الإثنين 21 نوفمبر 2022 نيابة عن السيّد وزير الصحة الأستاذ عبد الحق سايحي، على أشغال اليوم الوطني لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، الذي يصادف الأسبوع العالمي للاستخدام الجيّد لمضادات الميكروبات الممتد من 18 إلى 24 نوفمبر من كل عام، تحت عنوان “معا، لنمنع مقاومة مضادات الميكروبات” يحمل شعار “مضادات الميكروبات، تستخدم بحذر”، على مستوى فندق السوفيتال، بحضور ممثّل المنظمة العالمية للصحة في الجزائر، و أعضاء اللجنة الوطنية المتعددة القطاعات لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات و إطارات من الإدارة المركزية.
في البداية، شكر المدير العام للوقاية و ترقية الصحة جميع مهنيّي الصحة على مجهوداتهم و التزامهم خلال الإمتحان الصعب المتمثل في الأزمة الصحيّة.
و أشار الدكتور جمال فورار، إلى أنّ مقاومة المضادات الحيوية تشكّل أحد أخطر التهديدات للصحة العالمية و الأمن الغذائي و التنمية، فقد تمّ ضم مقاومة مضادات الميكروبات في عام 2019 كمؤشر جديد في إطار متابعة أهداف التنمية المستدامة، كما لم يسلم بلادنا من هذا المشكل الكبير للصحة العمومية، و يعتبر هذا اليوم فرصة للتذكير بالجهود المبذولة و التقدم الذي أحرزه بلدنا، وكذا لتقديم تحيّة تقدير و إجلال لكل من عمل ولا يزال يعمل من أجل المحافظة على مضادات الميكروبات من خلال مراقبة و وضع بروتوكولات علاجية.
كما أكّد السيّد المدير العام للوقاية أن الجزائر شأنها شأن البلدان الأخرى، أبدت التزامها من خلال تنفيذ مخطط العمل الوطني لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات لا سيما:
- الإبقاء على الإحتفاء باليوم الوطني لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات منذ عام 2017 و إضفاء الطابع المؤسساتي عليه، والأسبوع العالمي للاستعمال الجيّد لمضادات الميكروبات، كما يعتبر هذا اليوم فرصة لتقييم المقاومة، والإعلام والتوعية حول الاستعمال الجيّد لمضادات الميكروبات وخاصة المضادات الحيوية، ومن أجل تعزيز المكتسبات في مجال الوقاية والمراقبة، المسجّل في الهدف الأول للمخطط الوطني، والذي يهدف إلى التعريف بمشكل مقاومة مضادات الميكروبات لدى عامة الناس ومهنيّي الصحة الإنسانية والحيوانية وتوعيتهم بعواقبها.
- المشاركة في النظام العالمي لمراقبة مقاومة مضادات الميكروبات من خلال الشبكة الجزائرية لمراقبة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية ومعهد باستور الجزائر كمختبر مرجعي والذي يجب تعزيزه، ومراقبة ومتابعة مقاومة مضادات الميكروبات عند الحيوانات من خلال الجهاز الذي وضعته وزارة الفلاحة.
- توفر دليل أو أكثر و/أو توجيهات وطنية للتكّفل بالأمراض مثل السل والسيدا والتهابات الكبد والملاريا؛
- توفر دليل للاستعمال الجيّد للمضادات الحيوية.
و أضاف مدير الوقاية، أن الإستخدام المناسب لمضادات الميكروبات يتطلب تنفيذ الإستراتيجية الوطنية بطريقة عملية في المؤسسات الصحيّة، مع وضع أعمال ذات الأولوية للتحكّم في استهلاك مضادات الميكروبات، بالأخص المضادات الحيوية ومقاومة البكتيريا، و من المهم حاليًا التوفر على معطيات حول استهلاك مضادات الميكروبات. وللقيام بذلك، قامت المديرية العامة للصيدلة بإنشاء إطار تنظيمي من خلال إنشاء لجنة وطنية متعددة الاختصاصات مكلّفة بمراقبة استهلاك مضادات الميكروبات، تعمل بتعاون وطيد مع شبكات مراقبة مقاومة مضادات الميكروبات وتشارك في المصادقة على دليل العلاج.
كما أكّد السيّد المدير العام للوقاية و ترقية الصحة، أن الاحتفاء باليوم الوطني لمقاومة مضادات الميكروبات، في سياق أزمة كوفيد-19 يعّد أمرًا مهمًا لأن التناول المفرط للمضادات الحيوية أثناء هذا الوباء، يمكن أن يؤدي إلى ظهور وتسارع انتشار مقاومة مضادات الميكروبات، مع العلم أن مقاومة مضادات الميكروبات، والتي تتطلّب إستخدام أدوية أكثر تكلفة، تسبّب إطالة المرض و علاجه و استشفائه، وتزيد من التكاليف الصحيّة والعبء المالي على كاهل الأسر والمجتمع.
و أشار السيّد جمال فورار، أنه يجب المثابرة لتحقيق الأهداف المسطّرة، والسهر على تنفيذ العناصر الرئيسية لمخطط العمل الوطني لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، و ترجمتها إلى أعمال ملموسة و قابلة للقياس.
كما دعا السيّد المدير العام للوقاية و ترقية الصحة، إلى وضع خارطة طريق للتدخلات ذات الأولوية مع التركيز بوجه خاص على الإستعمال الجيّد لمضادات الميكروبات و على تعزيز التعاون المتعدد الاختصاصات و المتعدد القطاعات بإتباع مقاربة “صحة واحدة”، قصد الحفاظ على مضادات الميكروبات للأجيال القادمة.
و في الأخير أكد الدكتور جمال فورار، أن هذا اليوم هو أيضا فرصة لتسليط الضوء على نوعية شراكة وزارة الصحة مع وكالات منظمة الأمم المتحدة بصفة عامة ومع المنظمة العالمية للصحة بصفة خاصة.