الذكرى (62) لمظاهرات 11 ديسمبر 1960″شعب أراد الحياة”

نور11 ديسمبر 2022آخر تحديث :
الذكرى (62) لمظاهرات 11 ديسمبر 1960″شعب أراد الحياة”

تعتبر سنة 1960 السنة الحاسمة في تاريخ الثورة التحريرية المجيدة وتطورها حيث أكدت على تلاحم الشعب بجيش و جبهة التحرير الوطني والتفافه حولهما ، تجلى ذلك في مظاهرات11 ديسمبر 1960 أين خرج الشعب الجزائري عبر شوارع المدن حاملا العَلم الوطـــني وهـــــاتفا بشعارات الثورة والاستقلال، رافضاً لمشروع الجنرال شارل ديغول (CHARL DE GAULLE) ” الجزائر جزائرية ” بدون جبهة التحرير الوطني، و مخططاته الرامية إلى القضاء على الثورة .

أسباب مظاهرات 11 ديسمبر 1960 ومسارها:
بعد أن قام الجنرال ديغول بطرح العديد من المشاريع الإغرائية وفي كل الجوانب، وبهدف القضاء على الثورة أعلن في خطاب له يوم 09 نوفمبر 1960 عن ميلاد الجزائر جزائرية “أي دون جبهة التحرير الوطني”، وهو مشروع سياسي يعني أن الجزائر ستكون حرة لها حكومتها وقوانينها وأنظمتها الخاصة لكنها مرتبطة بفرنسا وتابعة لها في جميع الميادين” أي استقلال داخلي تحت السيادة الفرنسية”، وكرد فعل على هذا الخطاب قامت الجماهير الجزائرية بمظاهرات شملت أغلب مدن الجزائر حيث بدأت في 09 ديسمبر 1960 أين خرج المعمرون المناهضون لسياسته عند زيارته لعين تيموشنت حاملين شعار “الجزائر فرنسية”، وفي 10 ديسمبر 1960 خرج أنصار ديغول في مظاهرات لمساندته تحت شعار “الجزائر جزائرية” في ظل الحكم الفرنسي.
وفي 11 ديسمبر 1960 خرج الشعب الجزائري في مظاهرات عارمة تفيض حماسا من مختلف شوارع وأحياء الجزائر العاصمة، وكانت انطلاقتها من حي “بلكور” (شارع بلوزداد حاليا) ثم توسعت إلى كل أحياء الجزائر العاصمة، عبر فيها المتظاهرون عن تمسكهم بقيادة الثورة واستقلال الجزائر حاملين شعارات “الجزائر عربية مسلمة” – “الجزائر مستقلة” – ” تحيا جبهة التحرير الوطني”.
لم تكن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 عشوائية أو ارتجالية بل جاءت تلبية لنداء جبهة التحرير الوطني ووفق تخطيط وتنظيم مُحكمين، حيث تم تعيين لجنة تنظيمية في كل حي، ولم تقتصر المظاهرات على العاصمة فقط بل امتدت في الأيام اللاحقة إلى المدن الجزائرية الأخرى، بكل من شرشال وتيبازة في 12 ديسمبر، سيدي بلعباس وقسنطينة في 13 ديسمبر وعنابة في 16 ديسمبر.

  • نتائج المظاهرات:
    كانت مظاهرات 11 ديسمبر 1960 مفاجئة للاحتلال الفرنسي مثل ثورة أول نوفمبر، وهذا ما جعل رد فعله قويا حيث قابل الجيش الفرنسي المتظاهرين بالدبابات والرشاشات وأطلق عليهم الرصاص، كما قامت الشرطة الفرنسية بمداهمات ليلية لاعتقال الجزائريين واختطافهم من منازلهم، وقد أسفرت على استشهاد وجرح مئات المتظاهرين من بينهم الشّهيدة “صليحة وَتيكي” ذات (12) سنة، والتي وقفت في مقدمة المتظاهرين مجابهة لرصاص المحتل الفرنسي وصارخة بصوتها الطّفولي “الجزائر مسلمة” و “الجزائر جزائرية” ، فكانت أول شهيدة سقطت في هذه المظاهرات، وكذلك الشّهيد التلميذ “فريد مغراوي” صاحب العشر (10) سنوات الذي استعاد العلم الجزائري من ضابط فرنسي وهرب به، فصوب عليه أحد الجنود الفرنسيين وأسقطه شهيدا.
    جاءت هذه المظاهرات تعبيرا عن ماكان يعانيه الشعب الجزائري من ويلات المحتل الفرنسي، وبرهانا قويا على مدى تلاحمه مع جبهة وجيش التحرير الوطني ورفضه الاندماج و إصراره على المطالبة بالاستقلال، وتصديقا لقول الشهيد “العربي بن مهيدي” حين قال ” ألقوا بالثورة للشارع يحتضنها الشعب” لقد حققت مظاهرات 11 ديسمبر 1960 جملة من الأهداف من بينها إقناع الرأي العام الفرنسي والدولي بالقضية الجزائرية، والاعتراف بجبهة التحرير الوطني كممثل شرعي ووحيد للشعب الجزائري.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل