تناول سفير فيتنام في الجزائر, تران كوك خانه, اليوم الخميس بالجزائر العاصمة, موضوع المعركة الملحمية لديان بيان فو (13 مارس-7 مايو 1954), و التي مكنت الشعب الفيتنامي من الانتصار على احدى اكبر القوى العسكرية في ذلك الوقت الا و هي فرنسا, مؤكدا ان دروس تلك المعركة كانت مصدر الهام للشعوب المضطهدة منها الجزائر, التي استطاعت بدورها ان تحقق سنوات بعد ذلك, احدى اكبر الانتصارات الخالدة في التاريخ.
و أشار السيد خانه, في محاضرة نظمتها يومية المجاهد و جمعية مشعل الشهيد, بمناسبة احياء الذكرى ال70 لتلك المعركة التاريخية, الى الاسباب التي دفعت فرنسا الى اختيار منطقة ديان بيان فو, لشن تلك المعركة الكبرى ضد الجيش الفيتنامي.
و اوضح في هذا الخصوص, ان الدافع الأساسي وراء اختيار فرنسا يتمثل في تضاريس تلك المنطقة التي هي عبارة عن سهول و بالتالي يصعب على القوات الفيتنامية التراجع و التمكن من الامداد, بما ان الجيش الفرنسي كان قد حاصر المنطقة.و تابع ذات الدبلوماسي, ان “الجيش الفرنسي الذي كان قد جند 16000 عسكري لتلك العملية و أسلحة مدفعية ثقيلة, لم يكن يتصور عبقرية الجنرال جياب, الاستراتيجي البارع, الذي كان قد خطط لكل شيء, و ربما قد استعد مسبقا لساحة المعركة (السهل) من الجبال المحيطة بمنطقة ديان بيان فو, من خلال حفر خنادق تمتد على عدة كيلومترات, مما سمح للجنود الفيتناميين بنصب اسلحتهم المدفعية حتى فوق الصخور و من تم ضمان تموين الجنود من قبل السكان”.كما أضاف انه “امام هذه الخسارة العسكرية المذلة تحتم على فرنسا ان تقرر رسميا خلال ندوة جنيف (20-21 يوليو 1954) استقلال فيتنام”.
و تابع يقول ان “الانتصار الكبير الأخر للشعب الفيتنامي بعد الاستقلال هو ذلك الذي تمكنت فيه الشعوب المكافحة في تلك الحقبة لنيل استقلالها من ان تتخلص من الخوف و تثور على المستعمرين و تفتك استقلالها هي الاخرى”.
و اكد ان الثورة الجزائرية (1 نوفمبر 1954) التي ادت الى الاستقلال في سنة1962 تعد “اكبر فخر للشعب الفيتنامي من خلال التطرق في كل مرة الى معركتهم”.
و بخصوص العلاقات بين الجزائر و فيتنام، اعرب السفير عن ارتياحه لنوعيتها في شتى المجالات.من جانبه اكد رئيس قسم الاعلام لدى المركز الفيتنامي للبث العسكري, لي كوانغ هاي, المتواجد بالجزائر على راس وفد من الصحفيين من اجل انجاز فيلم حول معركة ديان بيان فو, ان العلاقات بين الشعبين الجزائري و الفيتنامي “هي اكثر من ودية و اخوية”.
وتابع يقول ان “الشعب الجزائري هو الاكثر معرفة بمعركة ديان بيان فو” معربا عن شكره للسلطات الجزائرية لمرافقتها في انجاز هذا الفيلم الوثائقي “ديان بيان فو في نظر الافارقة” و الذي سيعرض بمناسبة الذكرى ال70 لهذه المعركة.
و عرفت المحاضرة حضور سفراء كل من نيكاراغوا و الهند بالجزائر و ممثلين عن المجلس الشعبي الوطني و مجلس الامة و أعضاء من المنظمة الوطنية للمجاهدين.
