علاج الأمور بتغطية العيوب وتزويق المظاهر لا ترجى منه جدوى ولا يرتجى منه خير ، وكل ما ينتجه ذات العلاج الخادع من رواج بين الناس او تقدير خاطئ لن يغير شيئا من جوهره الكريه المكروه لذلك لاتحفل عزيزي القارئ بالظواهر اذا جعلت ستارا لتشويه معيب أو نقص شائن ، فما تكون قيمة المظهر الحلو اذا كمنت ورائه خبيثة الخبائث.
منذ القدم ، العرب مثلا كانو لايقيمون بالا الا لجمال الحقيقة ، ولم يسمحوا للعنوان -وإن لم يكن كفأها أن يخدش او يشوه قدر هذه الحقيقة ، واحتقروا جمال الملامح لو كانت النفس قبيحة خبيثة ، وكان خلقها من الوضاعة في محل ، من أجل ذلك كان للإسلام انه لم يبالي بتكمل الأنسان وتجمله إلا إذا قام هذا الجمال وتلك الصورة من التسامي على نفس لها صبغة من طيبة ، وصحيفة عليها جملة من نقاء ، وفؤاد له زكاوة ، وضمير أضيء من داخله نور على نور يهدي صاحبه الى السراط القويم والمستقيم.
الجمال بأصدق مايكون ، هو عمل حقيقي في جوهر النفس ، يصقل معدنها ، ويذهب كدرها ، ويرفع خصائصها ، ويعصمها من مزالق الشر ، وينقذها من خواطر السوء ، ثم يبعثها في الحياة كما تنبعث النسمة اللطيفة في وقدة الصيف او الشعاع الدافئ في عز الشتاء ، اذا بلغت نفسك هذا المستوى فأنا وكل من معي نبارك لك ولكم ، فحينها تكون وساوس الشيطان قد ارتدت عن انفسكم ، لأنها لاتجد مستقرا فيها ، بل لاتجد مدخلا إليها و من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.