في معركة سبيطلة في إفريقية وقف المسلمون في عشرين ألف جندي أمام عدو قوام جيشه مائة وعشرون ألفا، ودار القــــتال، وغشي المسلمين خطر عظيم.
وألقى عبد الله بن الزبير نظرة على قوات العدو فعرف مصدر قوتهم. وما كان هذا المصدر سوى ملك البربر الرومي وقائد الجيش “جرجيريوس”، يصيح في جنوده ويحرضهم بطريقة تدفعهم الى المــوت دفعا عجيبا.
وأدرك عبدالله أن المعركة الضارية لن يحسمها سوى سقوط هذا القائد العنيد رأس الأفــعى، ولكن أين السبيل اليه، ودون بلوغه جيش لجب، يقاتل كالاعصار؟ بيد أن جسارة ابن الزبير واقدامه لم يكونا موضع تساؤول قط!
هنالك شق الصفوف المتلاحمة كالسهم صامدا نحو القائد، حتى اذا بلغه، هوى عليه في كرّة واحدة فهوى، ثم استدار بمن معه الى الجنود الذين كانوا يحيطون بملكهم وقائدهم فصرعوهم، ثم صاح الله أكبر.
ورأى المسلمون رايتهم ترتفع، حيث كان يقف قائد البربر يصدر أوامره ويحرّض جيشه، فأدركوا أنه النصر، فشدّوا شدّة رجل واحدة، وانتهى كل شيء لصالح المسلمين.