هكذا عاشت بغداد عصرها الذهبي.. يوم تولى هارون الرشيد الخلافة العباسية

عمار14 سبتمبر 2020آخر تحديث :
هكذا عاشت بغداد عصرها الذهبي.. يوم تولى هارون الرشيد الخلافة العباسية

عصر بغداد الذهبي

شهدت بغداد في عهد هارون الرشيد تطورا كبيرا في الجانب الحضاري وبناء المؤسسات، كما أصبحت قبلة طلاب العلم من مختلف بلدان العالم.

ويشير مطلك إلى أن سكان بغداد عاشوا خلال عهد الرشيد في مستوى اقتصادي واجتماعي مميز، وأصبحت بغداد واحدة من أبرز المدن المتحضرة.
ويتابع أن الرشيد أسس أكبر مكتبة عامة فتحت أبوابها أمام الدارسين والعلماء، وجلب إليها العديد من الكتب المؤلفة باللغة العربية، فضلا عن الكتب المؤلفة باللغات الأخرى، وقد أوكل إلى المترجمين ترجمتها إلى اللغة العربية.
ويستطرد مطلك قائلا “إن من أهم المؤلفات التي حوتها هي كتب الطب والفلسفة والفلك وكتب العلوم الإنسانية”، لافتا إلى أن الخليفة الرشيد أجزل على العاملين فيها بالهبات والعطايا.
ويضيف أن بغداد شهدت في عهده عددا كبيرا من الكتاتيب التي كان يتعلم فيها الصبيان، فضلا عن انتشار حلقات الوعظ والإرشاد ومجالس العلم، حتى جعل بغداد قبلة للعلماء وطلاب العلم.
وعن دعمه للمجال الطبي والعاملين فيه، يؤكد المختص بالتاريخ الإسلامي أن هارون الرشيد كان داعما للطب، وخصص رواتب شهرية للأطباء من أجل متابعة صحة مواطنيه.
ويلفت مطلك إلى أنه على الرغم من أن بغداد بناها الخليفة أبو جعفر المنصور، فإنها ارتبطت باسم الخليفة هارون الرشيد، وهذا عائد إلى أن مرحلة التطور والاتجاه نحو المدنية والرقي الحضاري والرفاه الذي عاش فيه الناس كان على عهد الرشيد حتى عرف عهده بالعصر الذهبي لمدينة بغداد.
ويؤكد المؤرخ إبراهيم أنه خلال حكم الرشيد بلغت الخلافة الإسلامية بوجه عام وعاصمتها بغداد بوجه خاص أوج مكانتها السياسية والحضارية، مبينا أنه قد هابها الأعداء وازدهر فيها الأدب والفن والعلوم المختلفة.

ويضيف أن أكابر الفقهاء والمحدثين والقراء توافدوا على بغداد، وكان يأتيها الأطباء والمهندسون من كل مكان، كما وفد إليها الشعراء والمترجمون والأدباء والمغنيون والموسيقيون.

ويشير إبراهيم إلى أن العلم ازدهر في تلك الفترة حتى أصبحت بغداد وجهة كل عالم وطالب علم، لافتا إلى أن إنشاء الخليفة هارون الرشيد لبيت الحكمة أسهم في تنشيط الحركة العلمية على أوسع نطاق.

من جانبه يؤكد الباحث مرضي أن بغداد اقترن اسمها باسم هارون الرشيد لأنها بلغت عصرها الذهبي في خلافته، فازدهرت المدينة وكملت الخلافة بعدله وتواضعه واهتمامه بالعلم والعلماء.

وقد ذكر ذلك الخطيب البغدادي بقوله “وأكثر ما كانت عمارة وأهلا في أيام الرشيد، إذ الدنيا قارة المضاجع دارة المراضع خصيبة المراتع، مورودة المشارع”، بحسب مرضي.

وفاته

لم يكمل الرشيد عقده الخامس من العمر حتى وافته المنية، ويذكر المؤرخون أن سبب وفاته علة في بطنه كان يخفيها عن الجميع حتى أقرب الناس إليه، وهم ولداه المأمون والأمين، وقد اضطر للخروج إلى خراسان للقضاء على تمرد رافع بن الليث، وفي طريقه شعر بقرب أجله واشتد به المرض، فكشف الأمر لأحد أصدقائه المقربين، فتوفي بمدينة طوس في بلاد فارس عام 193هـ/ 808م عن عمر 45 عاما.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل