مارشال … الجنرال الذي أعاد إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية

نور16 أكتوبر 2020آخر تحديث :
مارشال … الجنرال الذي أعاد إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية

عمت الفوضى في أنحاء أوروبا وأصبح الملايين من الأوروبيين لاجئين بدون مأوى وسط الدمار الذي خلفته الحرب فتفشت الأمراض وظهرت المجاعات التي انتشرت بسرعة مذهلة في جميع أنحاء القارة الأوروبية. كان لهذه الظروف الصعبة واستمرار الأوضاع الاقتصادية المنهارة لأوروبا عامل كبير بتدعيم الحركات الشيوعية التي وَجَدَتْ في تلك الظروف المناخ الملائم لدعوتها، وللحد من التمدد الشيوعي أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية البرنامج الأوروبي عام 1947 الذي عرف بمشروع مارشال. فما هو مشروع مارشال ؟ وماهي أبعاده السياسية؟

من هو مارشال؟

جورج كاتليت مارشال – George Catlett Marshall من مواليد 31 ديسمبر 1880 في يونيون تاون – Uniontown بولاية بنسلفانيا – Pennsylvania بالولايات المتحدة الأمريكية، هو جنرال بالجيش ورئيس أركان الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945) وكوزيراً للدفاع بين عامي1950–1951. عُيِّن لاحقاً كوزيراً للخارجية بين عامي 1947–1949 وأصبح برنامج الانتعاش الأوروبي الذي اقترحه في عام 1947 يعرف باسم خطة مارشال. حصل على جائزة نوبل للسلام في عام 1953.

بداية الفكرة:

كان لتطورات ثلاث حدثت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بالغ الأثر في الدعوة لإنشاء مشروع أمريكي جديد خاص لمساعدة أوروبا الغربية في ربيع العام 1947. ولعل التطور الأول كان الوضع الطبيعي على الأرض في القارة الأوروبية في فترة مابعد الحرب العالمية الثانية بعد النكسات الناجمة عن موجة البرد القارس للعامين 1946-1947. والتطور الثاني هو فشل مبدأ ترومان – الخطة التي اقتضت مساعدة اليونان وتركيا لمواجهة الضغوط السوفياتية – في أن يُشير إلى طريق بناء يسير إلى الأمام بناءاً على الخطط الأمريكية. وكان التطور الثالث التجربة المرهقة لوزير الخارجية جورج مارشال في مؤتمر موسكو لوزراء الخارجية الذي كرس لبحث مستقبل ألمانيا، في شهر مارس/آذار وأبريل/نيسان من العام 1947.

تعريف المشروع:

هو المشروع الاقتصادي لإعادة تعمير أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية الذي وضعه الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي أثناء الحرب العالمية الثانية ووزير الخارجية الأميريكي منذ جانفي 1947 والذي أعلنه بنفسه في 5 جوان 1947 في خطاب في جامعة هارفارد.

امتدت فترة تنفيذ المشروع من 1948 إلى 1951 حيث قدمت الولايات المتحدة ما مجموعه 13 مليار دولار أمريكي (ما يعادل تقريبا 150 مليار في الوقت الحالي) كمعونات للدول الأوروبية المشتركة في البرنامج من أجل تنفيذ برامج اقتصادية وصناعية كبرى للنهوض باقتصاديات تلك الدول.

الدول المستفيدة:

انجلترا 3.6 مليار دولار، فرنسا 3.1 مليار دولار، ايطاليا 1.6 مليار دولار، ألمانيا الغربية 1.4 مليار دولار، هولندا مليار دولار، اليونان 800 مليون دولار، النمسا 700 مليون دولار، بالإضافة إلى 2.4 مليار دولار أخرى تم توزيعها على مجموعة دول أوروبية أخرى: بلجيكا، الدنمارك، ايرلندا، ايسلندا، يوغوسلافيا، لوكسمبرغ، النرويج، البرتغال، السويد، سويسرا، تركيا.

النتائج:

خلال سنوات البرنامج، عايشت الدول المشاركة نسب نمو اقتصادي واضح تراوحت نسبته بين 15-25% وقد أدى ذلك إلى نتائج واضحة في تعافي الصناعة والزراعة مما ساهم في خلق فرصة ملائمة لهذه الدول لتطوير قطاعات الاقتصاد الأخرى المتمثلة في الطاقة والاستيراد والتصدير.

ذهبت آراء أخرى إلى أن مشروع مارشال لم يكن سوى عامل مساعد على تحقيق النمو الاقتصادي إذ إن القدرات الأوربية الذاتية هي التي أدت إلى نجاح مشروع إعادة الإعمار وتنشيط النمو الاقتصادي. فالاستثمارات الأوربية المحلية بلغت 80 -90% من حجم الاستثمارات في معظم هذه الدول غير أن المشروع قد دفع باتجاه توجيه التطورات الاقتصادية اللاحقة في دول غرب أوربا نحو حرية التجارة والتعاون الإقليمي، والإسراع بتحرير التجارة وإزالة القيود الجمركية، وبذلك أسهم في وضع أساس النظام الاقتصادي الرأسمالي القائم على حرية التجارة وحرية انتقال رؤوس الأموال، وهذا ما أدى لاحقاً إلى تكوين اتحاد المدفوعات الأوربية وتدعيم فكرة التجارة متعددة الأطراف والابتعاد عن فكرة المقايضة واتفاقات الدفع.

ماذا بعد خطة مارشال:

واصلت الدول الأوروبية سياسة التعاون فيما بينها حتى وصلت إلى تشكيل الاتحاد الأوروبي ومنظمة اليورو وغيرها من المنظمات المشتركة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل