عملية الشعلة أو عملية المشعل (بالإنجليزية: Operation Torch) غزو أمريكي بريطاني مشترك لمنطقة شمال أفريقيا الفرنسية أثناء الحرب العالمية الثانية ابتدأت الحملة في 8 نوفمبر 1942 وانتهت بانتصار الحلفاء.
في عام 1942 ضغط الاتحاد السوفيتي على كل من بريطانيا والولايات المتحدة لبدأ عملية عسكرية ضد ألمانيا النازية وفتح جبهة ثانية عليهم في أوروبا لتخفيف الضغط على الاتحاد السوفيتي. فضل القادة الأمريكيون تنفيذ عملية انزال عسكرية على الضفة الشرقية من القناة الإنجليزية بأسرع وقت ممكن إلا أن بريطانيا رأت أن النتائج المترتبة على هكذا عملية ستكون كارثية. وبناء على ذلك أقترح مهاجمة شمال أفريقيا الخاضع لحكومة فيشي الموالية للألمان. وسيعزز الاستيلاء على شمال أفريقيا سيطرة الحلفاء على البحر الأبيض المتوسط وسيسهل عمليات غزو جنوب أوروبا في عام 1943.
خططت القيادة الأمريكية البريطانية لشن هجوم على الأراضي التابعة لحكومة فيشي في شمال أفريقيا وهي الجزائر وتونس والمغرب. وكان الفرنسيون (حكومة فيشي) يملكون 125,000 جندي في هذه المناطق إضافة إلى المدافع الساحلية و250 دبابة و500 طائرة و10 سفن حربية كما تواجدا 11 غواصة ألمانية في الدار البيضاء بالمغرب.
.تحت وطأة الضغوط من أجل فتح جبهة ثانية لتخفيف شدة دفع هتلر باتجاه الاتحاد السوفياتي، وجد الرئيس فرانكلين روزفلت ذاته محاصراً بين نصيحة جنرالاته الذين يحثونه على غزو مبكر وهائل لفرنسا التي يحتلها النازيون، وتحذير ونستون تشرشل بعد معركة دنكيرك، إذ كان يخشى أن بلاده المحاصرة سوف تنهار إذا لحقت بها هزيمة أخرى.
وقف فرانكلين روزفلت إلى جانب حليفه البريطاني، وتبنى فكرة تشرشل البديلة: وهي خطة جريئة للإحاطة بقارة أوروبا والبدء في مسيرة طويلة صوب برلين، عن طريق غزو إمبراطورية شمال أفريقيا التي كان يحتلها في ذلك الوقت الفرنسيون الفيشيون المتواطئون مع ألمانيا.
وعن طريق الشجاعة والحيلة والحظ، حققت عملية الشعلة – بقيادة الجنرال دوايت أيزنهاور الذي قاد غزو نورماندي بعد ذلك بتسعة عشر شهراً، وكانت حينها في أول قيادة ميدانية له – مفاجأة استراتيجية إلى حد ما. انخدع الألمان الذين كانوا يتولون مراقبة الأسطول الأنجلو – أميركي، إذ ظنوا أن أغلبه متجه نحو مالطة، واستطاع الغزاة في النهاية التغلب على الدفاعات الفرنسية في ثلاثة أيام فقط.
ومع ذلك لم تكن العملية يسيرة، فقد لقي 1100 جندي من قوات الحلفاء حتفهم في القتال، وهو نصف العدد الذي قُتل في بيرل هاربور، وربع العدد الذي سقط في غزو نورماندي بعد ذلك. ولكن في النهاية، بفضل تضحياتهم، استطاعت القوات الأميركية والبريطانية أن تجد موطئ قدم لها في الساحل الجنوبي للبحر المتوسط، والذي توسعوا فيه بعد ذلك باتجاه تونس شرقاً، وأخيرا عبروا منه إلى إيطاليا متجهين شمالاً عبر ما وصفه تشرشل في عبارة شهيرة بـ«نقطة ضعف» أوروبا.