سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه

نور9 أكتوبر 2020آخر تحديث :
سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه

هو عبدالله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تیم ، يلقب بالعتيق، ويكنى بأبي بكر، ويعرف بالصديق، يلقب أبوه عثمان بأبي قحافة وأمه أم الخير سلمي بنت صخر من بني تیم وهي ابنة عم أبيه ، وبنو تيم أحد بطون قريش الأثني عشر .

‏- ولادته :

ولد في السنة الحادية والخمسين قبل الهجرة، وهو بذلك يكون أصغر من رسول الله ﷺ بحدود سنتين وبضعة أشهر ، تزوج أبو بكر، رضي الله عنه، في الجاهلية امرأتين وهما: قتيلة بنت عبد العزی، وأولدها عبد الله، وأسماء، وتزوج أم رومان بنت عامرالكنانية، وأنجبت له عبد الرحمن، وعائشة .

‏- مكانته ومنصبه :
وهو من وجهاء قريش وأشرافهم وأحد رؤسائهم وأبو بكر الصديق المسؤول من بين بطون قريش بالديات والمغارم ، فكان
إذا حمل شيئًا فسأل فيه قريش صدقوه ، وامضوا حمالة من نهض معه ، وإن حملها غيره خذلوه .
‏وكان أبو بكر نسابة قريش يقول ابن هشام في السيرة النبوية : كان أبو بكر – رضي الله عنه – أنسب قريش لقريش ، وأعلم قريش بها ، وبما كان فيها من خير وشر وكان رجلًا ذو خلق ومعروف ، وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه ، لعلمه ، ولتجارته ، ولحسن مجالسته .

‏- تحريمه الخمر والإبتعاد عن الأصنام :

وقد حرم الخمر على نفسه في الجاهلية ، وذلك أنه مر وهو في الجاهلية برجل سكران يضع يده في العذرة يدنيها من فمه ، فحرمها على نفسه ، ولم يسجد كذلك أبي بكر لأي صنم قط ..‏فقد قال أبو بكر : ما سجدت لصنم قط ، ذلك أني لما ناهزت الحلم أخذني أبو قحافة بيدي فانطلق بي إلى مخدع فيه الأصنام ، فقال لي : هذه آلهتك ، الشم العوالي ، وخلاني وذهب ، فدنوت من الصنم وقلت ، إني جائع فأطعمني فلم يجبني ، فقلت : إني عار فاكسني فلم يجبني ، فألقيت عليه صخرة فخرّ لوجهه .

‏- صداقته لنبينا محمد ﷺ قبل بعثته :

وكان صديقًا للنبي ﷺ وصفيًا له قبل البعثة
وأما صفاته فقد قالت عائشة – رضي الله عنها – : كان أبيض نحيفًا ، خفيف العارضين ، أجتأ (منحنيًا) لا يستملك إزاره ، يسترخي عن حقويه ( خاصرته) ، معروق الوجه ، غائر العينين ، نائي الجبهة .

‏- ملازمته للنبي ﷺ :

فما أن بعث نبينا محمد ﷺ حتى آمن أبو بكر بدعوته وكان إسلامه بسبب ما عرف عن رفيق عمره ﷺ من الصدق والأمانة ومحاسن الأخلاق ومكارمها ،وصحب أبو بكر النبي ﷺ من حين أسلم إلى حين توفي
، لم يفارقه سفرًا ولا حضرًا إلا فيما أذن له عليه الصلاة والسلام في الخروج فيه.

‏وشهد مع نبينا المشاهد كلها ، وهاجر معه وهو رفيقه في الغار يقول سبحانه : ﴿ثانِيَ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا﴾ [التوبة: ٤٠]
‏- فيما أنفقه في الإسلام :

وكان كريمًا سخيًا ، وقد أنفق جل ماله في سبيل الله ورسوله ، وقد نزلت في حقه ..
﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتقَى ۝ الَّذي يُؤتي مالَهُ يَتَزَكّى﴾
وقال ﷺ : ( ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر ) فبكى أبي بكر وقال : هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله ؟

‏- عتقه للعبيد ونشره للإسلام :

وكان أبو بكر إذا مر على أحد من العبيد يعذب اشتراه من سادته ، ابتغاء وجه ربه الأعلى ، وقد اشترى أبو بكر بلال بن رباح من سيده أميه بن خلف بعد أن أذاقه أنواع الويلات بسبب إسلامه ، وقد أسلم على يديه العديد من كبار الصحابة ..‏ومنهم : عثمان بن عفان ، والزبير بن العوام ، وعبدالرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص – رضي الله عنهم -.

‏- شجاعته – رضي الله عنه – :

قال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه- : أشجع الناس أبو بكر ، لما كان يوم بدر جعلنا لرسول الله ﷺ عريشًا ، وقلنا : من يكون مع النبي ﷺ لئلا يصل إليه أحد من المشركين ؟ فوالله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر شاهرًا السيف على رأس رسول الله ﷺ .
‏- ثباته عند مصيبة وفاة رسول الله ﷺ :

أستأذن أبو بكر من رسول الله في مرضه الذي مات فيه بعد أن استصح رسول الله وسمح له الرسول بالذهاب إلى أهله بالسنح ، ولم يلبث رسول الله أن توفي من ليلته تلك وجاء أبو بكر باب المسجد وقد بلغه الخبر ..‏وكان الفاروق عمر يحدث الناس يقول : إن زجالًا من المنافقين يزعمون أن رسول الله ﷺ قد توفي ، وإنه والله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه … والله ليرجعن رسول الله كما رجع موسى .. ولم يلتفت أبي بكر لما في المسجد ودخل بيت رسول الله في حجرة عائشة وكان مسجى في ناحية البيت ..‏فأقبل حتى كشف عن وجهه ، ثم قبله وقال : بأبي أنت وأمي ، اما الموته التي كتب الله عليك فقد ذقتها ، ثم لن يصبك بعدها موتة أخرى ، ثم خرج للمسجد ، وعمر بن الخطاب لا زال يخطب بالناس فقال : على رسلك يا عمر فأنصت .. لكن عمر استمر في كلامه ..‏فقال أبو بكر : أيها الناس إنه من كانه يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، ثم تلا الآية : ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا﴾
فكان الناس سمعوها لأول مرة !

‏- خلافته وأهم أعماله – رضي الله عنه -:

بايع المسلمين أبي بكر بالخلافة واستمرت خلافته سنتين و ثلاثة أشهر وأمتلئت بترسيخ دعائم الإسلام والقضاء على المرتدين والمنافقين وعلى مدعين النبوة ومن بعده بدأ بإرسال الجيوش لفتح العراق والشام ..‏وكان هو أول من جمع القران بين اللوحين و قد كسر في وقته من هيبة الروم و الفرس وجعلت للمسلمين هيبة وقوة وحضور بسبب المعارك التي كانت في الشام والعراق .
‏وفاته – رضي الله عنه – :

وقد مرض أبي بكر مدة خمسة عشر يوما، حتى كان يوم الاثنين (ليلة الثلاثاء) في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة للهجرة وفيها توفي .
‏تأثر علي بن ابي طالب بوفاة أبي بكر :

وأقبل علي بن أبي طالب مسرعًا باكيًا مسترجعًا، ووقف على البيت الذي فيه أبو بكر، فقال:   “رحمك الله يا أبا بكر، كنت إلف رسول الله ﷺ وأنيسه ومستراحه وثقته وموضع سره ومشاورته، وكنت أول القوم إسلامًا وأخلصهم يقينًا، وأشدهم لله يقينًا، وأخوفهم له ‏وأعظمهم غناء في دين الله عز وجل، وأحوطهم على رسول الله ﷺ ، وأحدبهم على الإسلام، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب، وأفضلهم سوابق، وأرفعهم عنده، وأكرمهم عليه، فجزاك الله عن رسول الله وعن الإسلام أفضل الجزا .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل