الفيل و الحمار رموز الحزبين المتنافسين على رئاسة أمريكا

نور14 أكتوبر 2020آخر تحديث :
الفيل و الحمار رموز الحزبين المتنافسين على رئاسة أمريكا


حمار يجوب البلدات الأمريكية، ملصق عليه شعار المرشح الديمقراطي أندرو جاكسون، تلك ليست مزحة بل حقيقة حدثت أثناء الانتخابات الأمريكية 1828، كرد فعل على تحريف خصوم جاكسون اسمه من أندرو جاكسون لأندرو جاكس، أي الحمار، كل هذا في إطار حملات التشويه المعتادة في هذه المناسبات.
‏لقد مارس جاكسون استراتيجية معاكسة أربكت خصومه، فبدلا من فراره من مسمى كيدي أطلق عليه، واجه الأمر بخفة ظل واتخذ من مسماهم رمزًا حقيقيًا لحملته، وبالفعل فاز بالانتخابات، لكن الأمر تعدى حملته الانتخابية، ووجد الديمقراطيين أنفسهم أمام شعار صار مرادفًا لهم إلى الأبد.
‏بعد نحو 42 عاما من تلك الانتخابات، وبعد أن اضمحل ذكر الحمار مرادفًا للديمقراطيين، أحيا فنان الكاريكاتير الأمريكي توماس ناست ذكر الحمار مرة أخرى، حين قام بنشر كاريكاتير في مجلة هاربر الأسبوعية، عبارة عن حمار حي يرفس أسدا ميتًا، في إشارة للحزبين الديمقراطي والجمهوري. ‏فجرت هذه الرسمة شهرة الحمار، وأصبح رمزًا معتمدًا من قبل الديمقراطيين لحزبهم، وبعد ذلك بأربع سنوات وكاعتراض من ناست على سياسات الحزب الديمقراطي، نشر كاريكاتير آخر عبارة عن حمار متدثر في جلد أسد قبيح، بينما الجميع يفر منه بمن فيهم فيل ضخم كُتِب عليه التصويت الجمهوري.
‏عبّر الفيل الضخم عن كتلة الجمهوريين وكُنّي به عن قوتهم وتأثيرهم، وقد استلهم ناست الفيل من إحدى دعايات حملة الجمهوري إبراهام لينكولن لانتخابات الرئاسة 1860، وكمثل الكاريكاتير السابق لـ ناست، لاقى هذا الكاريكاتير شهرة واسعة، وتم اعتماد الفيل بواسطته رمزا للجمهوريين.
‏الآن وبعد مرور أكثر من 150 عامًا على استخدام هذه الرموز، لا يزال الحزبان يتنافسان، ولا تزال الرموز ساطعة ومدوية ومنتشرة أكثر من أسماء الأحزاب نفسها، بل أصبح الفيل والحمار بذاتهما علامتان تجاريتان تدران مئات ملايين الدولارات في كل موسم انتخابي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل