هل تعلم كم أنت رائع ؟ ، ستقول لا طبعا و ستهرول لتجيب لا لست رائعا ، و هذا لو تعلم هو التأكيد الحتمي على أنك رائع ، لسببين. أولهما لأنك تعلم أن الرائع و البارع الحقيقي لا يحتاج ليسمع أحدهم يخبره بذلك ، يعرف أنه رائع ، و لا ينتظر أن يخبره الأخرون بذلك ، الرائع الحقيقي هو ذلك الكتوم ، الذي يُخرس الجميع رغم صمته ، ذلك لأنه يفعل لا يقول ، و هنا أستذكر أقوالا و حكما عربية عديدة تحدثت عن هذه النقطة بالذات ، لطالما أكدت العرب على أن الفعل بلا قول هو من رموز الشهامة و الرجولة بل و تعتبره أحد أسمى معاني النجاح و السداد ، عزيزي القارئ ، بما أن الأسطر جعلتنا أصدقاء فسأبوح لك بسر ، في مواضع الجد أنا أحد اكثر الصامتين في التاريخ ، و قد تمل حتى مجالستي لأنني و في المقابل لا أسكت في مواضع الهزل و أجعلك تشعر و كأني أستغلك و أنا لا أفعل ، ذلك فقط لأن حلاوة مواضع الهزل أنه لا سعر لها ، أما الكلمة في مواضع الجد ففقط “الرائعون” منكم يعون سعرها و غلاوتها ، إختبرني عزيزي القارئ أو إختبر بعض القراء هنا معنا ، احصل على كلمتهم في اشكالية ما ، و أنا من منبري هذا أضمن ذلك سنفعل أي شيء من أجلك لأننا ندرك كم هي ثمينة تلك الكلمة. ثاني أسباب روعتك يا حبيبي ، هي أنك متواضع ، تعي جيدا أنه حينما نخبرك أنك رائع و تتقبل العبارة فستتوقف فراملك عن العمل ، و روعتك ستتوقف هناك ، أما عندما تتواضع لله فيزيدك رفعة .أؤكد لك أن التواضع امر ثمين لا بخس ، لست متواضعا كما يبدو لكني أتعلم منكم أعزائي ، ولم لا ، قد أتشرف يوما و أصبح متواضعا مثلكم ، ليلة سعيدة . عفوا ، أحدكم أمس تهكم علي مدعيا أنه ليس بوسعي الدفاع عن الرسول عليه افضل الصلاة و السلام أمام الهجمات على اسمه الكريم، حسنا سأحاول ان أتواضع لك كما يفعل غيرك من القراء و أجيب عليك أولا أرفض الحديث عن ماقدمته و كتبته عادة و لكنني سأقول اليوم أنني دافعت عن الهادي المصطفى بكل ما لهذه اليد التي أكتب بها من حيلة في مقالات سابقة و لا تلمني إن كنت تقرأ العنوان فقط و لا تفي بنصف ما عليك بينما أفي أنا بما علي ، ثانيا يا عزيزي ، كل ما نذكره في منبرنا هذا منبعه طيب ، إنها دروس و عبر من خاتم المرسلين صلى الله عليه و سلم.
ثقافة وفن
