تعرف على أصغر فاتح في تاريخ الإسلام
هو محمد بن القاسم الثقفي ، فاتح بلاد السند و البنجاب ( باكستان حاليا) و مؤسس أول دولة إسلامية في الهند ؛ قاد جيوش الفتح و هو لم يتجاوز 17 عاما من العمر .
قال حمزة الحنفي فيه:
إن المـروءة والسماحة والنـدى ** لمحمد بن القاسـم بن محمـد
ساس الجيوش لسبع عشرة حجّة ** يا قرب ذلك سؤددًا من مولد
ولد محمد بن القاسم الثقفي سنة 72هـ بمدينة الطائف في أسرة معروفة، فقد كان جده محمد بن الحكم من كبار الثقفين ، بعد أن ولي الحجاج بن يوسف الثقفي واليا عاما على العراق في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك قام بتعيين القاسم حاكما على البصرة ، فانتقل محمد مع والده إليها و كبر يتدرب مع الأمراء و القادة و هذا ماكان له الأثر الكبير في شخصيته .
في عام 88 ه استولى قراصنة من بلاد السند على سفينة تقل نساءا مسلمات فلما علم الحجاج بالخبر طلب من ملك السند الإفراج عن السفينة فرفض ، وبعث حملتين الأولى بقيادة عبيد الله بن نبهان السلمي والثانية بقيادة بديل البجلي، لكنهما فشلتا، وقُتل القائدان ؛ بعد استشارة الخليفة الوليد بن عبد الملك قرر الحجاج فتح بلاد السند و نشر الاسلام فيها و اختار محمد بن القاسم الثقفي ليكون قائدا للجيش لتميزه بالشجاعة و حسن القيادة و عمره لم يتجاوز 17 عاما .
جهز محمد جيشا قوامه عشرون ألف مقاتل و اتجه بهم لبلاد السند مجتازا إيران ، و فتح في طريقه كل المدن التي مر بها مكران و فنزبور و مدينة الديبل التي كان يتواجد بها أكبر صنم و واجه داهر حاكم الإقليم و قتله في معركة سنة 90 ه ، هدم معابد الوثنية و البوذية و نشر الاسلام صلحا في عديد الأقاليم ، كحيدر آباد و كشمير حتى أصبحت بلاد السند خاضعة للخلافة الأموية فعينه الحجاج اميرا على بلاد السند و كان جد محبوب في المنطقة حتى من غير المسلمين .
عندما كان على حدود فتح الهند تولى سليمان بن عبد الملك الحكم فطلب منه العودة إلى العراق فعاد و هو يعلم أن مصيره الهلاك بسبب للخلافات بين عمه الحجاج و الخليفة ، ودعته الجموع من المسلمين و البوذيين و البرهميين بالبكاء و طلبت منه البقاء إلا أنه رفض و عاد إلى العراق .
وصل محمد بن القاسم إلى العراق، فأرسله والي العراق صالح بن عبد الرحمن مقيدا بالسلاسل إلى سجن مدينة واسط بسبب عداوته للحجاج، وهناك عذبه شهورًا بشتى أنواع التعذيب حتى مات البطل الفاتح في سنة 95 للهجرة و لم يبلغ من العمر 24 سنة .
عندما كنا أعزاء ،،