معركة عين جالوت… نصر رمضاني فاصل في تاريخ المسلمين

نور7 مايو 2021آخر تحديث :
معركة عين جالوت… نصر رمضاني فاصل في تاريخ المسلمين

معركة عين جالوت معركه تاريخيه مهمه وقعت في 25 رمضان 658 هجرية الموافق 3 سبتمبر 1260 ميلادية في منطقة بيسان بفلسطين بين المغول بقيادة كيتو بوقا ( كتبغا ) و جيش السلمين بقيادة سلطان مصر المملوكى سيف الدين قطز و الأمير ركن الدين بيبرس البندقدارى و فارس الدين أقطاى الصغير ..كانت مصر وشبه الجزيرة العربيَّة قد أصبحتا المعقل الأخير لِلإسلام في المشرق العربي بعد سُقُوط كُلٍ من العراق والشَّام تحت سيطرة المغول. ورأى هؤلاء تركيز اهتمامهم على مصر كونها تُشكِّلُ مركز الثقل البشري والاقتصادي لِلإسلام، فأرسل هولاكو إلى السُلطان المملوكي سيف الدين قُطُز كتابًا يتضمَّن الكثير من التهديد والوعيد، فعقد قُطُز مجلس حربه ورأى أنَّ التصدي للمغول واجبٌ شرعيّ رغم تحفُّظ وتخوُّف أغلب الأُمراء لما عرفوه عن همجيَّة المغول، فقال لهم: «يا أمراء المسلمين لكم زمان تأكلون أموال بيت المال، وأنتم للغزاة كارهون، وأنا متوجه، فمن اختار الجهاد يصحبني، ومن لم يختر ذلك يرجع إلى بيته، فإن الله مطلع عليه، وخطيئة حريم المسلمين في رقاب المسلمين»، ثُمَّ قتل رُسل المغول وعلَّق رؤوسهم على باب زويلة بالقاهرة. وأعلن قُطُز النفير العام في عموم الديار المصريَّة، وأخذ العلماء والأئمة يدعون الناس للجهاد ويحثونهم على قتال المغول وتحرير بلاد الإسلام منهم، فتهافت الناس على مُعسكرات الجيش طيلة خمسة شُهُور، ثُمَّ خرج بهم قُطُز إلى أن لقي المغول بعين جالوت في فلسطين حيثُ أنزل بهم هزيمةً كُبرى لم يعرفوا مثلها حتَّى ذلك الوقت، ولمَّا شاع نبأ الانتصار ثار أهالي الشَّام على الحاميات المغوليَّة، فقتلوهم وأسروا من بقي منهم، ولم يلبث أن أتى قُطُز وحرَّر دمشق وحمص وحلب وحماة وكافَّة الديار الشاميَّة، وكان الناس يستقبلونه بالتهليل والتكبير، وأعلن من دمشق عودة الوحدة بين مصر والشَّام بعد عشر سنواتٍ من انقطاعها، مُنذُ وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب. كان لمعركة عين جالوت أثراً عظيماً في تغيير موازين القوة بين القوى العظمى المتصارعة في منطقة الشام ، فقد تسببت خسارة المغول في المعركة من تحجيم قوتهم ، فلم يستطع القائد المغولي هولاكو الذي كان مستقراً في تبريز من التفكير بإعادة احتلال الشام مرةً أخرى ، و كان أقصى ما فعله رداً على هزيمة قائده كتبغا هو إرسال حملة انتقامية أغارت على حلب ..كان للإنتصار في معركة عين جالوت أثرا كبيراً جداً في رفع روح و معنويات المسلمين من جهة ، و في طموح المسلمين في تحرير ما بقي من مدن و بلدان العالم الإسلامي التي كانت تقبع تحت احتلالين : الأول الاحتلال المغولي و الثاني الاحتلال الصليبي ، و تبدد الإعتقاد بمقولة أن التتار لا يمكن أن يُهزموا ، و بدأ المماليك في الإعداد لاستعادة هيبة الإسلام بعد غياب دام سنين طويلة ..

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل