شارك اليوم وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد رمطان لعمامرة، في مؤتمر باريس حول ليبيا، حيث ألقى بهذه المناسبة كلمة باسم رئيس الجمهورية، السيد عبدالمجيد تبون، جاء فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السيد الرئيس،
السيدات والسادة رؤساء الوفود،
الحضور الكرام،
أود في مستهل كلمتي أن أعرب عن أملنا في أن تفضي مداولاتنا اليوم إلى تجديد عزمنا الجماعي للعمل وفق مقاربة أكثر فعالية لرفع تحديات المرحلة الراهنة على الساحة الليبية ؛ تلك التحديات التي لا تخفى على أحد والتي تمت دراستها باستفاضة خلال عديد المؤتمرات المتواترة والمتماثلة في مخرجاتها.
وإننا إذ نسجل بارتياح مساهمة مثل هذه اللقاءات في تعزيز الاجماع الدولي حول رفض منطق العنف وضرورة تغليب لغة الحوار والمصالحة بين كافة مكونات الشعب الليبي، فإننا ندين بقوة تواصل التدخلات الأجنبية عبر جميع أشكالها في الشؤون الداخلية لهذا البلد الشقيق وتورط عدد من الأطراف الخارجية في خرق حظر توريد الأسلحة رغم التزامها بمخرجات مؤتمري برلين وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ومن هذا المنطلق، تجدد الجزائر دعوتها لجميع الأطراف الخارجية لاحترام سيادة ليبيا ووحدة أراضيها واستقلالية قرارها. فالحل الدائم والشامل والنهائي للأزمة الليبية، ومثلما أكد عليه مرارا رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، لن يتأتى إلا عبر مسار يكرس مبدأ الملكية الوطنية ويتولى فيه الأشقاء الليبيون دورا قياديا وبارزا.
على هذا النحو، دعمت الجزائر بقوة مبادرة استقرار ليبيا ورحبت بالنهج السيادي الذي كرسته في التعامل مع الأوضاع في هذا البلد الشقيق. وباقتراب الانتخابات العامة المقررة في غضون الشهر المقبل، وجب التأكيد مرة أخرى على ضرورة احترام هذا الموعد الليبي-الليبي بامتياز والذي ينتظر منه أن يكرس إرادة وسيادة الشعب الليبي بجميع أطيافه ومختلف مكوناته في اختيار قادته وممثليه وتحديد مستقبل بلاده دون أي ضغوطات أو املاءات.
السيد الرئيس،
تواصل الجزائر جهودها على رأس مجموعة دول جوار ليبيا وبالتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية، لتمكين الأشقاء الليبيين من تجسيد أولويات هذه المرحلة الهامة بما يحفظ أمن واستقرار ليبيا وكذا أمن واستقرار دول الجوار التي تتأثر بشكل مباشر وأكثر من غيرها بالأوضاع في دولة ليبيا. في هذا السياق، تشيد بلادي باتفاق اللجنة العسكرية المشتركة على خطة انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية بطريقة تدريجية ومتزامنة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات ومخاوف ليبيا وكذا تلك التي تخص جيرانها.
ولما كانت أولويات المرحلة الراهنة مترابطة ومتكاملة بطبيعتها، فإن الجزائر تشدد على أهمية معالجة التحديات المتعلقة بتوحيد المؤسسات العسكرية والمالية في ليبيا، كما تؤكد بلادي استعدادها للمساهمة في إنجاح مسار المصالحة الوطنية الليبية بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي بهدف إيجاد أرضية توافقية تعزز الوحدة الداخلية وتعيد لليبيا مكانتها الطبيعية على الساحة الدولية.
وفي الختام، تدعو الجزائر إلى تضافر جهود المجتمع الدولي لتمكين دولة ليبيا من تخطي الصعوبات الراهنة بالاعتماد على سواعد وقدرات أبنائها وستبقى بلادي ترافع من أجل وحدة وسيادة ليبيا في كل المحافل الدولية.
وشكرا على كرم الإصغاء