ألبرت غواي، كندي الجنسية، ذاع صيته لأنه أول من خطرت له فكرة وضع قنبلة على متن طائرة للتخلص من زوجته.
وفي المقال الذي نشرته مجلة “لوبوان” الفرنسية، قال الكاتبان فريديريك لوينو وغويندولين دوس سانتوس إن تاريخ 9 سبتمبر/أيلول 1949 يعتبر علامة فاصلة في سجل الطيران المدني. فقد حصلت فيه حادثة هي الأولى من نوعها بعد أن أقدم ألبرت غواي البالغ من العمر 32 عاما على إخفاء قنبلة في الطائرة للتخلص من زوجته.
في مثل هذا اليوم من عام 1949، عند حوالي الساعة 10:45 صباحا، وحين كانت طائرة الخطوط الجوية كيبيك دي سي 3 تحلق فوق الجبال في سولت أو كوتشون، على بعد 65 كيلومترا شرق مدينة كيبيك، دوى انفجار فجأة وتحولت الطائرة إلى أشلاء متناثرة وقتل 23 راكبا على الفور، بمن فيهم ريتا زوجة ألبرت غواي.
أشار الكاتبان إلى أن ألبرت غواي كان يزعم أنه صائغ إلا أنه في الحقيقة بائع ساعات. خلال سنوات الحرب، التقى بزوجته ريتا موريل وسرعان ما دخلا القفص الذهبي ثم افتتحا متجر مجوهرات صغير.
ولم يثن ذلك ألبرت غواي عن مغازلة السيدات اللاتي يزرن متجره، بل انغمس في عالم المغامرات والغراميات حتى أهمل عمله وتفطنت زوجته لألاعيبه وبدأت تكيد له.
الديناميت
أوضح الكاتبان أن كل محاولات الزوجة باءت بالفشل ولم تثن ألبرت عن مواصلة نزواته. ففي ربيع عام 1949، انقلب السحر على الساحر وأصبح الرجل ضحية مغامراته فقد وقع في غرام فتاة تبلغ 19 ربيعا تدعى ماري أنج روبيتايل.
لم يتردد في التأكيد على أنه أعزب بل قدم لها خاتم خطوبة، وقطنا في شقة متواضعة، وبادلته العروس الجديدة ماري أنج المشاعر بل وقعت في شراكه رغم فارق السن، إذ كان يكبرها بـ١٣ عاما.
لكن ذات يوم، زارتهما ريتا وفضحت أكاذيب زوجها، فانفصلت عنه ماري أنج على الفور. حينها، ولأجل ماري أنج، قرر ألبرت التخلص من زوجته ريتا.
فكر أولا في أن يدس لها السم وأن يستعين بصديق لتنفيذ ذلك، لكن تملكته مخاوف من أن ينفضح أمره. خطرت له الفكرة عندما كان يتصفح خبر انفجار طائرة في الخارج، بدت هذه الفكرة الأنسب بالنسبة له للتخلص من ريتا دون أن توجه له أصابع الاتهام.
في البداية، كان عليه إقناع زوجته بركوب الطائرة، فأخبرها أن هناك حاجة ماسة لتسليم قطعة مجوهرات إلى مدينة كندية بعيدة.
أما بالنسبة لصنع القنبلة الموقوتة، فقد تولى المهمة موظفه جينيرو رواست بعد أن أقنعه أنه يحتاجها لتسطيح قطعة أرض مشجرة. وقد تولت شقيقة الموظف جينيرو وهي مارغريت بيتر شراء الديناميت اللازم لذلك.
أخفى ألبرت القنبلة في تمثال صغير أعطاه لمارغريت لترسله إلى باي كومو في الطائرة التي كانت على متنها زوجته ريتا.
في صباح الرحلة، اصطحب ألبرت زوجته إلى المطار، وفي غرفة تسجيل الوصول جد بينهما شجار حاد أدى إلى تأخير الرحلة لبضع دقائق. وكانت هذه الدقائق هي الفيصل الذي كشف ألاعيب ألبرت.
كان من المفترض أن تنفجر القنبلة فوق سان لوران مباشرة ليبتلع النهر جميع آثار جريمته. لكن بسبب التأخير الطارئ، تحطمت الطائرة على الشاطئ، وتمكنت الشرطة من اكتشاف آثار المتفجرات.
تأمين على الحياة
أضاف الكاتبان أن الشرطة اكتشفت بسرعة أنه في صباح الحادثة حصلت ريتا غواي على تأمين على الحياة لصالح زوجها، لتصبح القضية واضحة وتتأكد الشرطة أنه الجاني.
بعد 10 أيام، اعترفت مارغريت بيتر التي أقدمت على محاولة انتحار، بأنها سلمت التمثال الصغير، لكنها أقسمت أنها لم تكن هي أو شقيقها على علم بوجود القنبلة بالداخل.
اعتقل ألبرت بعد بضعة أيام وحوكم في فيفري 1950. أثناء المحاكمة حاول توريط جينيرو رواست وشقيقته واتهمهما بوضع القنبلة. حكم عليه بالإعدام في 23 جوان 1950، ولم يثنه ذلك عن اتهام روست ومارغريت بأنهما كانا على علم بمخططه ليربح بعض الوقت، وتم القبض على الشقيقين.
أعدم ألبرت غواي في 12 جانفي 1951 في سجن بوردو في مونتريال، وقال لمنفذ الإعدام قبل إزهاق روحه “على الأقل أنا أموت مشهورا”.
ثم أعدم الأخ والأخت في 25 جوان1952 و9 جانفي 1953 على التوالي.
ويختم الكاتبان بالتساؤل عما إذا كان الشقيقان مذنبين حقا أم كانا ضحيتين جانبيتين إضافيتين لألبرت غواي، ربما هي حقيقة لن نعرفها أبدا.