الحجر الأسود … قطعة من الجنة بمكة

نور25 سبتمبر 2020آخر تحديث :
الحجر الأسود … قطعة من الجنة بمكة

الحجر الأسود هو حجر موضع إجلال مكون من عدة أجزاء، بيضاوي الشكل، أسود اللون مائل إلى الحمرة، وقطره 30 سم، يوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج، وفقا للعقيدة الإسلامية فهو نقطة بداية الطواف ومنتهاه، يبلغ ارتفاع الحجر الأسود عن سطح الأرض ما يُقارب المتر ونصف المتر، والحجر الأسود هو من أحجار الجنّة وياقوتها، كان لونه قبل أن ينزل إلى الأرض أبيض مُتلألِئاً، فطمس الله نورَه، وقد ثبت ذلك من حديث النبي -صلّى الله عليه وسلّم- الذي يرويه عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنّ الحِجرَ والمقامَ ياقوتتانِ من ياقوتِ الجنةِ، طمس اللهُ نورَهما، ولولا ذلك لأضاءَا ما بينَ المشرقِ والمغربِ)،

خصائصه الفريدة  ليست موجودة في أي حجر آخر حيث أنه:
لا يسخن بالنار ،ولا ينقل الأمراض، ويطفوا فوق الماء، ويخترقه الضوء!! وكان حجم الحجر الأسود متر مكعب تقريبا حينما وضعه إبراهيم عليه السلام!!
‏ولكن مرت على الحجر الأسود عدة حوادث ولم يتبقى منه سوى 7 أو 8 فصوص بحجم حبة الجوز حسب كلام الشيخ فيصل بن بدر المسؤول عن صيانة الحجر الأسود!! حيث يقول بأنه موضوع في مادة شمعية تتم صيانتها بشكل مستمر وهو محاط بإطار من الفضة الذي نراه حاليًّا.
أهم حوادث سرقة الحجر الأسود :
تعرّض الحجر الأسود للعديد من المُحاولات الخبيثة التي هدفت إلى سرقته، وانتزاعه من الكعبة المُشرَّفة، ونقله إلى أماكن أخرى؛ طمعاً بمعدنه النّفيس، وتشكيلته الفريدة، ومواصفاته التي لا مثيل لها على وجه الأرض، لكنّ قُدرة الله وحِكمته حالت دونَ ذلك في تلك المحاولات جميعها، ومن الأحداث التي مرّت بالحجر الأسود ما يأتي:
نهْبُ الحجر الأسود: وكان ذلك من قبل عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهميّ؛ فقد رُوِي أنّه عندما أُخرِجَت قبيلة جرهم من مكّة، عمَد عمرو بن الحارث الجرهميّ إلى الكعبة، فانتزع الحجر الأسود من مكانه، ثمّ دفنه في المنطقة التي فيها بئر زمزم، وشاءت حكمة الله أن تُشاهد امرأة من قوم خزاعة ما صنع عمرو بن الحارث، فأبلغت الناس بذلك، وأرشدتهم إلى المكان الذي دُفِن فيه، فأعادوه إلى موضعه في الكعبة. هجوم تُبَّع للكعبة: فقد حصل في الجاهليّة أن هاجم تُبَّع الكعبة المُشرَّفة بغيةَ نقل الحجر الأسود من مكانه، وقد حاول ذلك فعلاً إلا أنّ خويلد والد السيّدة خديجة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- واجهه هو وجماعةٌ من رجالات مكّة، وحالوا دون تحقيق مقصد تُبَّع، فعاد خائباً إلى بلاده وردَّ الله كيده إلى نَحره.

حريق الكعبة: فقد حدث في وقت حياة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وقبل مبعثه أن أصاب الكعبة حريقٌ عظيم، ممّا أضعف قوّة حجاراتها، وأوْهن قوّة بُنيانها، وتشاورت قريش في هدمها وإعادة بنائها من جديد، واحتارت في ذلك، وهل سيعود ما يُخطِّطون له من هَدم الكعبة عليهم بالضَّرر، حتّى جاءهم الوليد بن مغيرة وكان من حكماء العرب، فاقتلع حجراً منها كإشارةٍ إلى أنّ ذلك لن يُؤثّر فيهم، فعمدوا إليها فهدموها، وأعادوا ترميمها، ووضعوا الحجر الأسود في موضعه، وقد ثبت أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد شارك قريش في نقل الحجر الأسود، ووضعه في موضعه، بعد أن اختلفوا على من سيضعه في مكانه، ثمّ رأوا أن يُحكِّموا بينهم أوّل مَن يدخل عليهم، فكان أوّل داخلٍ هو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأشار عليهم بأن يضعوا الحجر الأسود في ثوبٍ، ثمّ يُمسك كلّ شيخ قبيلةٍ أحد أطراف الثّوب، فقاموا بذلك.
سرقة القرامطة للحجر الأسود حيث استولى القرامطة على الحجر الاسود سنة 317 هجري وبقي عندهم 22 عاماً!! والقرامطة هي فرقة سياسية دينية من غلاة الشيعة أسسها حمدان بن الأشعث الملقب بقرمط وهو إسماعيلي والإسماعيلية فرقة شيعية متطرفة.
‏عندما هاجم القرامطة مكة المكرمة التى كانت تتبع الخلافة العباسية وانتزعوا الحجر الأسود من الكعبة وانتزعوا بابها قاموا بأعمال دموية بشعة قتلوا من الحجاج 30 ألفاً، ثم عادوا لديارهم ومعهم الحجر الأسود ووضعوه فى كعبة بديلة فى الأحساء ليحج إليها الناس!!
‏وظل الحجر الأسود معهم فى الإحساء لمدة 22 عاماً، يطوف الناس حول الكعبة ولا يجدون الحجر الأسود، حتى هدد الخليفة العزيز بالله الفاطمي فى مصر القرامطة بأن يسيِّر لهم جيشاً إلى الأحساء ليعيد الحجر الأسود، فخافوا على ملكهم فى الإحساء وأعادوا الحجر الأسود إلى مكة سنة 339 هجريا.
حُكم تقبيل الحجر الأسود يُشرَع للحاجّ والمعتمر استلام الحجر الأسود وتقبيله أثناء الطّواف بالكعبة، والذي ينبغي على المسلم في ذلك أن يتيقّن ويعتقد اعتقاداً جازماً أنّ الحجر الأسود لا يعدو كونه مجرّد حجرٍ لا يضُرّ ولا ينفع، إنّما جرى العُرف على تقبيله بناءً على فعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وإرشاده إلى ذلك،ولا أبلغ ولا أروع من قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أثناء العُمرة، عندما قال: (إنّي لأعلمُ أنّك حجر لا تضرّ ولا تنفع، ولولا أنّي رأيتُ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُقَبِّلُك، ما قَبَّلْتُك).

‎‏‏‏

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل