ولدت البطلة حسيبة بن بوعلي بالشلف في 13 جانفي 1938 نشأت في عائلة ميسورة الحال، زاولت تعليمها الابتدائي بمسقط رأسها. وبعد انتقال عائلتها إلى العاصمة سنة 1948 واصلت تعليمها هناك، وانضمت إلى ثانوية عمر راسم، وامتازت بذكائها الحاد، ومن خلال رحلاتها داخل الوطن ضمن صفوف الكشافة الجزائرية اطلعت على أوضاع الشعب السيئة.
مطلع العام 1955 إنضمت إلى صفوف الثورة التحريرية، وهي في سنّ الـ17 كمساعدة اجتماعية.
برز نشاطها في نهاية العام 1956، حين انضمت حسيبة إلى إحدى مجموعات الفدائيين في الجزائر العاصمة، وأصبحت عنصراً نشطاً في فوج الفدائيين المكلفين بصنع ونقل القنابل.
كانت مسؤولة عن نقل القنابل وزرعها في المكان المُستهدف. إذ كانت ملامحها الخارجية أوروبية، لا تلفت نظر جنود الاحتلال الفرنسي، ما سهّل إنجاز المهمات الموكلة إليها. سواء بنقل القنابل أو بنقل الإمدادات من مستشفى مصطفى باشا، الذي تطوعت فيه للقيام بدورة إسعافات أولية، ما أتاح لها الوصول بسهولة إلى المواد المستخدمة في صناعة القنابل.
المجموعة التي انضمت إليها، “شبكة القنابل” التابعة لياسف سعدي، كانت تتكون بشكل أساسي من الطلاب، منهم عبد الرحمن طالب والدكتور دانيال تيمسيت.الخلية كانت سرية في بير خادم، لكن تم تعقبها والعثور عليها، في سبتمبر 1956 ووقعت عدة اعتقالات.
يوم الأحد في الـ8 أكتوبر للعام 1957، حاصرت قوات الاحتلال حسيبة مع رفاق نضالها علي لابوانت وعمر الصغير وحميد بوحميدي بالقصبة ، فجر مظليو الاحتلال المبنى، حسيبة بن بوعلي، البالغة من العمر 19 عاماً ونصف، استشهدت مع رفاقها تحت الأنقاض.
وتعتبر عملية قتل أعضاء هذه الخلية التي كان علي لابوانت منهم، واحدة من أكثر عمليات الجيش الفرنسي تعقيداً. إذ اضطر لإنزال قوات من المظليين والمشاة بقيادة الجنرال مارسيل بيجار، الذي أمر بتفجير المنزل في نهاية المطاف، وقد أسفر هذا العمل عن انهيار مباني مجاورة، فقتل أيضاً 24 جزائرياً بينهم 8 أطفال.