بمناسبة اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية، لاتزال آثار ‎التجارب النووية الفرنسية في صحراء ‎الجزائر شاهدة على بشاعة الاستعمار الغاشم

نجيب ميلودي29 أغسطس 2022آخر تحديث :
بمناسبة اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية، لاتزال آثار ‎التجارب النووية الفرنسية في صحراء ‎الجزائر شاهدة على بشاعة الاستعمار الغاشم

بمناسبة اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية،نتذكر تجارب فرنسا النووية في الجزائر .

بالرغم من مرور 60 سنة على استقلال الجزائر عن الاستعمار الفرنسي، ظلت ملفات الإرث الاستعماري عالقة بين البلدَين، ولعلّ ملف التجارب النووية من أهم النقاط الخلافية ، خصوصًا أن معاناة سكان المناطق التي تمّت بها هذه التجارب ما زالت قائمة حتى اليوم.

فقد كانت فرنسا في حاجة إلى فضاء كبير يمكنها من خلاله تجريب النتيجة النهائية لهذا السلاح الذي عملت عليه طيلة عقد ونصف، و تم اختيار صحراء الجزائر لتكون مسرحًا لعمليات تفجير القنبلة النووية التي تعمل عليها.

وفي شهر جوان 1958، أكّد الجنرال ديغول انطلاق تجربة السلاح النووي الفرنسي، وكانت الدبلوماسية الفرنسية أمام مهمة صعبة لإقناع هيئة نزع السلاح التابعة للأمم المتحدة، دون نسيان أن بدء تجريب السلاح النووي الفرنسي كان في أوج الكفاح الثوري الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي.

و انطلقت التجارب النووية الفعلية في 13 فيفري من سنة 1960، فقد قامت القوات الفرنسية بتفجير أول قنبلة نووية تفوق قوتها بنحو 4 مرات قوة القنبلة التي ألقتها الولايات المتحدة الأميركية على مدينة هيروشيما اليابانية.

جنّدت فرنسا كتّابًا ومصوّرين سينمائيين وصحفيين من أجل إعلان هذا الخبر المهم وتوثيقه : “البلاد تلتحق رسميًّا بكلٍّ من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفيتي وبريطانيا بوصفها رابع قوة نووية على الأرض”

في نفس السياق، شكّلت القنبلة الأولى بداية سلسلة طويلة من التجارب النووية التي وصل عددها إلى 57 تجربة فُجِّر خلالها 17 قنبلة نووية، 4 منها بالجو وكانت ملوّثة للغاية، ثم بعد ذلك 13 قنبلة باطنية وسط الجبال.

بالمقابل، قدّرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان عدد الأشخاص الذين تعرّضوا لمشكلات بسبب الإشعاعات النووية بنحو 24 ألف شخص من بينهم 150 سجينًا جزائريًّا أُخرجوا من سجن سيدي بلعباس لاستعمالهم فئران تجارب، بعد أن رُبطوا بالقرب من موقع التفجير للقيام بدراسات حول الاشعاعات النووية.

و ترفض باريس حتى الآن في إيجاد حل نهائي والاعتذار عن جرائم جنودها في الجزائر والاعتراف بها، ولم تعوِّض فرنسا إلا جزائريًّا وحيدًا من ضحايا التجارب النووية.
ومؤخرا، ومع زيارة الرئيس ماكرون الاخيرة، وقعت الجزائر و فرنسا على إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة بين الجزائر وفرنسا الذي يتضمن إنشاء لجنة مشتركة من المؤرخين الجزائريين والفرنسيين تكون مسؤولة عن العمل على جميع أرشيفاتهم التي تشمل الفترة الاستعمارية وحرب الاستقلال .
و يهدف هذا العمل العلمي إلى معالجة جميع القضايا بما في ذلك التجارب النووية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل