تحيي الجزائر اليوم الذكرى 190 لمبايعة الأمير عبد القادر و هذه نبذة عن حياة الأمير
المولد والنشأة:
ولد الأمير عبد القادر بن محي الدين يوم الجمعة 25 سبتمبر 1808 بمحلة القيطنة الواقعة بوادي الحمام بالشمال الغربي من مدينة معسكر، وبهذه المحلة نشأ بين أحضان والديه وتربى بين عشيرته وقومه، سالكا مسلك آبائه وأجداده في الأخذ بأسباب الثقافة الإسلامية والحضارة العربية، جامعا بين آداب الدرس وآداب النفس والتفنن في أنواع الفتوة والفروسية، حيث نهل من علماء غريس وأئمتها في طفولته ومن علماء وهران.
في سنة 1827 صحب والده إلى الحج أين تعرف على كبار الشخصيات العلمية والدينية من تونس إلى الحجاز والشام، اشتهر عبد القادر في شبابه بالفروسية و أبان عن مقدرته وشجاعته الحربية خلال مشاركته في معركة خنق النطاح ضد المستعمر الفرنسي.
مبايعة الأمير عبد القادر بالإمارة :
شهد يوم 22 نوفمبر 1832 اجتماع شيوخ قبائل وعلماء وأعيان سهل غريس لاختيار زعيم يقود المقاومة ضد المستعمر الفرنسي الغاشم وعرضوا على الشيخ محي الدين بن مصطفى أن يكون قائدهم وزعيمهم، إلا أنه اعتذر لهم بسبب كبر سنه ورشح ابنه عبد القادر لتولي الإمارة وقيادة المقاومة، فبايعه الأشراف والعلماء والأعيان يومئذ وكانت تلك هي المبايعة الأولى التي وقعت بوادي فروحة عند شجرة الدردارة في سهل غريس يوم27 نوفمبر 1832 حيث لقب ” بناصر الدين”.
بعد أن انتهت مراسيم بيعة الأمير عبد القادر شرع في تنظيم الدولة الجديدة متخذا مدينة معسكر مقرا لها، فقام بتشكيل حكومة وتكوين مجلس للشورى وقام ببناء دولة على أسس فدرالية تمثلت في ثمان مقاطعات إدارية ووضع خليفة له على رأس كل مقاطعة، كما شرع في تكوين جيش وطني وإنشاء المؤسسات ووضع القوانين وصك العملة، كما أعلن مقاومته للاحتلال الفرنسي بعد مبايعة قومه له، ألحق بجيش الاستعمار الفرنسي خسائر في عدة معارك مثل معركة خنق النطاح 1832 والمقطع سنة 1835، أرغم فرنسا على عقد معاهدتي دي ميشال في 26 فيفري 1834 ومعاهدة التافنة يوم 30 ماي 1837.
وفاته:
ألقت القوات الفرنسية عليه القبض يوم 23 ديسمبر 1847 بعد وقوعه في كمين رفقة جيشه قليل العدد، سجن بقصر “أبمواز” بفرنسا مدة خمس سنوات، ثم أطلق نابليون الثالث سراحه سنة 1852، توفي بدمشق يوم 26 ماي 1883، نقلت رفاته إلى مقبرة العالية في مشهد مهيب يوم 05 جويلية 1966.