تاريخٌ شاملٌ للعلاقة بين أفريقيا والولايات المتحدة، يبدأ من القرن الخامس عشر ويصل إلى اللحظة الراهنة؛ يتضمّنها كتاب “الولايات المتحدة وأفريقيا منذ 1400 حتى العصر الحاضر” الصادر حديثاً عن “منشورات جامعة يال”.
الكتاب الذي شارك في تأليفه الباحثة تويين فالولا من “جامعة تكساس” والباحث رفائيل تشيجيوك نجوكو من “جامعة إيداهو”، يدرس التاريخ بين القارتين منذ فجر تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي إلى أن يصل إلى لحظة الصراع التي يعيشها الأميركيون من أصل أفريقي الآن.
يأتي العمل في عدّة فصول من العبودية وتاريخها، إلى تتبّع حركات تحرّر الأميركيين من أصل أفريقي، ثم صعود الشتات الأفريقي في الأميركتيْن، والموقف خلال الحرب الأهلية الأميركية.
كذلك يُفرد الكاتبان فصلاً لدراسة حركة العودة إلى أفريقيا التي ظهرت في القرن التاسع عشر، ودعت الأميركيين من أصل أفريقي للعودة إلى قارة أفريقيا.
بشكل عام، كانت الحركة فشلاً ذريعاً؛ فقلة قليلة من العبيد الأحرار أرادوا الانتقال إلى أفريقيا والعدد القليل من العبيد المحررين الذين واجهوا ظروفًا قاسية في البداية. وأصبحت ليبيريا وسيراليون دولتين سوداوين مستقلين بعد هايتي في 1 كانون الثاني/ يناير 1804، لتصبحا ثاني وثالث دول فقط أسَسها العبيد السابقون.
يتناول الكتاب أيضاُ وجود المبشرين الأميركيين في إفريقيا، ففي 1 شباط/ فبراير 1823 – كانت بيتسي ستوكتون أول امرأة شابة سوداء تذهب للتبشير في أفريقيا، فتوجهت إلى ليبيريا رغم ممانعة الكثيرين لهذه الفكرة واعتبارها ضرباً من الحماقة.
في خطاب استقالتها قرأت قصيدة أصلية: “أخي الأفريقي يناديني، أصغ! أصغ! أسمع صوته … هل تقول عليّ البقاء عندما قال الله انطلق؟”، ثم توالت المبشرات المعمدانيات للسفر بعد ذلك إلى أفريقيا.
في الكتاب أيضاً فصول مختلفة، تتعلّق بموسيقى البلوز والجاز والفنون الأفريقية البصرية، وصولاً إلى رئاسة باراك أوباما، ثم الصراعات التي يعيشها الأميركيون من أصل أفريقي اليوم.