خواطر-“الخسارة موت كل يوم!!”

م .ك2 نوفمبر 2020آخر تحديث :
خواطر-“الخسارة موت كل يوم!!”

خواطر-“الخسارة موت كل يوم!!”

“نابوليون بونابارت ، يطير كالرعد و يضرب كالبرق” ليس هذا وصفا أطلقه أحد الكتاب على الإمبراطور الفرنسي الأشهر على الإطلاق ، بل إن بونابارت نفسه و من كثرة إعتزازه بنفسه و مغالاته التي وصلت في أحيان عديدة إلى النرجسية هي من بَلغته أن يصف نفسه بهذا الوصف و يمتدح نفسه على هذه الشاكلة ، المشكلة أنه و كما أظهره أحد البرامج التي كنت شخصيا قد شاهدتها الأسبوع الفارط ، فإن نهاية نابوليون كانت وخيمة جدا لدرجة أنه مات نفسيا منذ أن سقط من العرش . هذا هو التاريخ طبعا ، و لو دامت لغيرك ما وصلت إليك ، لذلك فسقوط نابوليون أو غيره لا يهمنا ،مايهمنا اليوم هو شخصيته التي اكتملت من عديد الصفات الذي يربطها علم النفس بتضخيم الذات أو ما يعرف بالنرجسية ، يؤكد علم النفس أن النرجسي يكره الهزيمة إلى حد النخاع ، و قد يختار الموت “حرفيا” على أن ينهزم ، و هو مانستدل عليه كذلك بالكثير من المصادر التي تؤكد أن شخصية مقالتنا اليوم نابوليون بونابرت حاول قتل نفسه في عديد المرات على إثر الجرعات المرة للهزائم التي ألحقت به ، و كان يحرص على تغطية كل سقطاته لضمان بقاء أسطورة “الرجل الذي لا يقهر ” حية ، و الأن دعني أسئلك ، هل نتفق نحن مع فكرة بونابرت حول الهزيمة أم لا نتفق ؟ ، و هل يجدر بنا اتباع فكرته التي يربطها علم النفس بالنرجسية أم لا . شخصيا أرى إن إسلامنا و إرتباطنا الشديد بديننا ، و هنا أقصد أغلبنا لا جميعنا لكي لا يكون فهمكم للفكرة خاطئاً ، أرى أن هذا الإرتباط سيشكل سدا ممتازا يحمينا قدر الإمكان من الوقوع في شرك هذا المرض النفسي .و ربما من الأفضل أن نمقت الخسارة إلى حد النخاع و نرفضها لأن هذا يجعلنا أقوى و أكثر صلابة ، و أكثر تحبيذا للفوز و النجاح . هذا رأيي فقط و أنت لست ملزما بإتباعه يا أخي ، و لكن رغم تأييدي للفكرة إلا إن هذا لا يمنعني من التنويه إلى نقطة معينة أو بالأحرى خلل في أحد أجزاء هذه الفكرة التي أراها مفسدة لتركيبتها و ضارة فعلا لنا لأثبت لكم أنني لا أخذ الأمور على علاتها و لا أريد منكم أن تفعلوا ذلك على سبيل الحال . رغم قساوة الهزيمة إلا أنني لا أريد لك أن تعاتب نفسك بشدة من أجل أخطائك ، فالجميع خطاء ، و كما أخبرتني أستاذة لي يوما ” لا يمكنك منع الأخطاء من الحدوث ، ستحدث دائما” . لذلك فعليك ان تتحمل الأخطاء عزيزي القارئ ، فقط إسعى لتتعلم منها لكي لا تلدغ من الحجر مرتين طبعا و جلد الذات على ما مضى مضر بحيواتكم هو الأخر .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل