عفواً ، هل يمكنك أن تكون صديقي ؟ ، أقصد صديقي إن كنت تعي حجم هذه الكلمة . لا أريد أن “تشفق علي” أو تدعي أنك تهتم بي لمصلحة تخبئها . في عالمي أنا يليق بك أن تكون صريحاً ، لا تسلم علي ولا تقل صباح الخير و أنت تتمنى لي النكد . كما أعدك في المقابل أنني لن أفعل ذلك في المقابل . لماذا تنافق وجهي يا هذا ؟ . عزيزي القارئ ، إعذرني و لكن شخصك هذا يمنعني من إضفاء صفة “العزة عليك” ، إنك لتحولني إلى محمد طارق حينما قال في إحدى مقدماته “عزيزي القارىء..لماذا أناديكـ بـ عزيزي وأنا لا أعرفك ولا أهتم بمعرفتك من الأساس ولماذا أصفك بالقارئ وقد تكون أجهل من قراءة حرف واحد وأقصى ما وصلت لـه من علم هو حدود بلدتك، إن العلاقة بيننا واضحة وصريحة، أنا كتبت من أجل تخليد اسمي في تاريخ الأدباء والمفكرين أولًا ثم انتظار المقابل المادي البسيط وأنت أشتريت هذا العمل لأنك تحب كتاباتي أو لتهديه لأحد أصدقائك مرغمًا وأنت لا تطيق سماع اسمي أو لأنك اشتريته لتتصيد أخطائي في الكتابة ومن ثم تشكك في أعمالي ونجاحي وتكتب نقدا كاملا عني وتتهمني بالاسفاف والابتذال الأدبي..” . مقدمةٌ مزعجة و مقلقة أليس كذلك ؟ . أولا هذا واقع عليك تقبله (لا أقصد الجميع و لكن أقصد صنفاً معيناً) . ثانيا ، ثق بي من الأفضل لك أن تسمع هذا الكلمات القاسية بدلاً من حبٍ كاذب و كلام معسول يخفي تحته دواهي . في كتابه “كيف أتحدث مع الناس ” يشير ليل لونديس إلى نقطة مهمة يقول فيها “لايوجد ذو ابتسامة كاذبة يقف في ذات الإطار مع الناجحين” لأن من ينجح هو العظيم الذي تصغر بعينه العظائم لا الصغير الذي بعينه تعظم الصغائر . هذه أهم صفة للنجاح أو حتى العيش كما يجب ، تعرفني كما أنا صريح . إن كنت تشعر و لو بالقليل من الكهرباء ما بيننا فإنظر العبارة الآتية ، “ليلة سعيدة” هل تظنها فعلاً موجهةً لك ؟، لا لا يمكن ، مستحيل . إن كنت تتحملني فأنا أعرف كم تتحملني و بالتالي فسأتحملك و أحبك و أتمنى لك أطيب الليالي ، أما إن كنت تنافقني و تتصيد أخطائي “فنفاقاً سعيداً و ليلةً نًكِدة”.
ثقافة وفن