الذكرى ال61 لاستشهاد البطل العقيد لطفي …تعرف على سيرته

نور27 مارس 2021آخر تحديث :
الذكرى ال61 لاستشهاد البطل العقيد لطفي …تعرف على سيرته

ولد العقيد لطفي المسمى دغين بن علي في 7 ماي 1934 بتلمسان وهو الابن البكر لعائلة متواضعة تتكون من سبعة أطفال، أدخله أبوه المدرسة الابتدائية الخاصة بالأهالي والتي كانت تحمل اسم “ديسيو”(Decieux)، تلقى فيها تعليمه ونال منها الشهادة الابتدائية.
انتقلت عائلته ما بين سنتي 1945 و 1947 إلى الجزائر العاصمة، ثم عاد لتلمسان لينظم إلى المدرسة الفرنسية الإسلامية سنة 1949، وكانت مرحلة الدراسة هامة في إعداده للثورة المسلحة، فقد كان الشهيد مولعا منذ صغره بتتبع واقع الشعوب المضطهدة آنذاك وكفاحها ضد المستعمر.
نضاله العسكري :
كان لاندلاع الثورة المسلحة تأثيرا عميقا على نفسية الشهيد الذي بادر بالانخراط في صفوف الخلايا السرية لجبهة التحرير الوطني بتلمسان، ثم التحق في أكتوبر 1955 بجيش التحرير الوطني في ناحية تلمسان، موَدّعاً يومئذ والده برسالة تحمل هذه العبارة المثيرة “إن ابنك قد التحق بالجهاد لتحرير الوطن”، وقد نشط خلال هذه الفترة في تنظيم الخلايا السرية بتلمسان، بغية تكثيف التنظيم الثوري ونشاطات الفدائيين والمجاهدين، وبفضل هذا العمل نجح في تركيز أفراد الجيش بالمنطقة.
وحين قرر جيش التحرير الوطني فتح جبهة جنوبية خلال شهر جويلية سنة 1956 تطوع لهذه المهمة ولُقّب خلال هذه المهمة بالسي إبراهيم، نظم هجومات عديدة ضد العدو وعند حلول خريف 1956 كان قد قاد معاركا كبرى من بينها معركة جبل عمور في أكتوبر 1956.
وفي شهر جانفي 1957 عين مسؤولا عن المنطقة الثانية بالولاية الخامسة برتبة نقيب، ونظرا لما أظهره الشهيد من كفاءة في التنظيم وقدرة على التسيير عُين في شهر أفريل من سنة 1958 قائدا للولاية التاريخية الخامسة برتبة عقيد وصار يلقب بالعقيد لطفي.
استشهاده بمعركة جبل بشار 27 مارس 1960:
بعد أن شارك العقيد لطفي قائد الولاية في أعمال المجلس الوطني للثورة الجزائرية الذي انعُقد بطرابلس بين ديسمبر 1959 وجانفي 1960، وتنفيذا لقرار ضرورة التحاق قادة الولايات بقواعدهم في الداخل، توجه العقيد لطفي إلى منطقة بشار رفقة صديقه ونائبه المخلص الرائد فراج وثلاثة مجاهدين آخرين، إلا أن العدو اكتشف أمرهم بواسطة طائرات الاستطلاع، فجهز قوات ضخمة لمحاصرة المكان، لم يستطع المجاهدون التحرك ولم يبق أمامهم سوى القتال، فنشبت المعركة منتصف يوم 27 مارس 1960 لتستمر طول اليوم، استطاع خلالها المجاهدون رغم قلتهم وما يملكون من أسلحة فردية أن يُلحقوا خسائر كبيرة بالقوات الفرنسية، ولكن استشهد العقيد لطفي ورفقائه الأربعة، وكان آخر ما قاله : “الجسد ذخر الأرض والروح مهد التاريخ، الله أكبر، الجزائر في دمي…”
ومن بين أقواله أيضا: ” ثورتنا تدفعنا إلى الاستشهاد، لكن موتنا يجب أن لا يكون عبثا … يجب أن نقدم المثل الأعلى الذي ضحينا من أجله والذي يجب أن ينتصر … فأنتم أيها الشباب ضمانة تحقيق القسم الذي أديناه جميعا، نموت ويحي الوطن”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل