ذكرى استشهاد طالب عبد الرحمان… الكيميائي الذي أربك قوات العدو الفرنسية

نور24 أبريل 2022آخر تحديث :
ذكرى استشهاد طالب عبد الرحمان… الكيميائي الذي أربك قوات العدو الفرنسية

ولد الشهيد طالب عبد الرحمن في 03 مارس 1930 في حي القصبة بالجزائر العاصمة بشارع سيدي رمضان، تربى في أحضان عائلة متواضعة بسيطة كغيرها من العائلات الفقيرة التي ضحت بالنفس والنفيس من أجل جزائر الحرية والسيادة.

تابع الشهيد دراسته الابتدائية في مدرسة “ساروى” بحي سوسطارة الشعبي وبعدها متوسطة “جينام ” حيث أبدى فيها تفوقا ملحوظا وحاز على الشهادة الابتدائية والأهلية.

بعد ذلك واصل تعليمه في المؤسسات الخاصة حيث تعلم اللغة الالمانية وأتقنها في سنة 1951، فاز في امتحان الدخول إلى الجامعة وسجل في كلية العلوم لتحضير ليسانس في الكيمياء بعد أن رفض الذهاب إلى فرنسا لمتابعة دراسته هناك.
نضاله وكفاحه:

عند اندلاع الثورة التحريرية اتصل طالب عبد الرحمن بقيادة الولاية الثالثة وذلك بوساطة أحد أصدقائه، فعرض على القيادة مشاريعه لتنظيم خلية صنع متفجرات وبموافقة القيادة أنشأ مخبرا في “5 شارع ليزواف” لتزويد المجاهدين بقنابل متفجرة وهذا المخبر كان يموله جيش التحرير الوطني كما قدم خدمات عديدة حيث استغل معارفه شبه الطبية للحصول على الحقن ومداواة المواطنين.

في سنة 1956 توسعت المخابر الكيمياوية لصناعة المتفجرات وأدمج عبد الرحمن طالب في فرقتين تتكون الاولى من رشيد كواش وعناصر أخرى تعمل بالأبيار، أما الفرقة الاخرى فتعمل في شارع “جرينات”.

كانت الوسائل جد قليلة وبسيطة لصناعة المتفجرات منها أسلاك حديدية، منبهات، قطع خشبية، قارورات بالإضافة إلى تجهيز متواضع للمخابر ورغم ذلك فقد جرب طالب عبد الرحمن خليطا جديدا، لم يكن مستعملا من قبل.

وفي 19 ماي 1956 شارك الشهيد في الإضراب العام للطلبة وتخلى عن متابعة دروسه حيث كرس وقته وطاقته للمخبر من أجل القضية الجزائرية .

ظروف استشهاده:

في 15 أكتوبر وقع انفجار “بفيلة الورود” أدى الى مقتل “رشيد كواش” الشيء الذي سمح للسلطات الاستعمارية على اكتشاف المخبر الموجود “بالأبيار” وبهذا تأكدت مصالح الأمن الفرنسية أن القنابل من صنع أيادي جزائرية فقامت بفتح تحقيق في الموضوع بالتركيز على طلبة الدارسين بكلية العلوم وعن طريق مراجعة ومراقبة دفتر الحضور تأكدت السلطات الفرنسية من علاقة طالب عبد الرحمن بالمخابر الكيمياوية. بهذا قرر الشهيد الفرار من الجهاز البوليسي الذي كان يطارده، حيث التحق بمجلس الولاية الرابعة وباشر عملياته العسكرية الأولى كملازم في صفوف جيش التحرير الوطني بمتيجة وأقام قيادته العامة بجبال”شريعة”.

ألقي القبض على البطل عبد الرحمان طالب في كمين نصبته القوات الاستعمارية الفرنسية عندما كان متوجها إلى البليدة، وفي 13 جويلية 1957 أذاقه جلادو الاستعمار أشد أنواع التعذيب والتنكيل بـ “حوش برين” ثم بالأبيار والجزائر العاصمة ولم تتحصل السلطات الاستعمارية على أية معلومات حيث تحمل الشهيد مسؤولية كل العمليات والاغتيالات التي استعملت فيها القنابل، بعد ذلك سجن بسجن “بارباروس” وحكم عليه بالإعدام للمرة الثالثة وفي 24 افريل 1958 وعلى الساعة الثالثة أعدم في ساحة سجن “بارباروس”.

لقد كان طالب عبد الرحمن مثلا أعلى للأجيال يقتدى به في التضحية والتفاني في خدمة الوطن والذود عنه .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل