انتصارات رمضانية غيرت وجه التاريخ الإسلامي

نور17 أبريل 2022آخر تحديث :
انتصارات رمضانية غيرت وجه التاريخ الإسلامي


يحفل شهر  رمضان المبارك بفتوحات وانتصارات عظيمة وجهت مصير ومسار الأمة ا لإسلامية وغيرت و جه تاريخها، فلا تنحصر خيراته وبركاته في العبادة بل تتسع لأعمال صالحة حول ت جوع البطون وظمأ العروق  إلى قوة إيمانية كسر ت  الهوان، وحطّمت المستحيل.

لنغوص في ثنايا أبرز المعارك التي حدثت في رمضان الخير:

غزوة بدر
هي أولى المعارك في تاريخ الإسلام أو “أم المعارك”، حيث حدثت في 17 رمضان من العام الثاني للهجرة، حين خرج مشركو   ق ريش من مكة عاقدين العزم على محو دعوة رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، مُعتمدين على الفارق العددي لهم الذي بلغ أكثر من 1000 مقاتل، مقابل 313 مقاتلاً صائماً من المسلمين.

ظنت قريش أنها خارجة في نزهة عسكرية للظفر بالمعركة بكل سهولة، لكن القوة الروحية للمسلمين بقياد النبي -صلى الله عليه وسلم-، قد حوّلت مشقة الصيام إلى تثبيت للأنفس، وألقت الرعب في قلوب أعدائهم، حتى حقق المسلمون أولى انتصاراتهم التاريخية الخالدة التي أكسبتهم روحاً معنوية عالية كان لها عظيم الأثر في مواجهة كيد قريش ويهود المدينة، فضلاً عن توسعة النفوذ الإسلامي فيما بعد.

ونزلت عن هذه المعركة، الآية الكريمة: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ﴾ [آل عمران: 123 – 125].

فتح مكة
يعد الانتصار الأعظم في تاريخ المسلمين، حين قرع الرسول -صلى الله عليه وسلم- أبواب مكة المكرمة في 20 رمضان عام 8 هجرية، على رأس 10 آلاف مقاتل، بعد أن نكثت قريش عهدها معه المعروف بـ” صلح الحديبية”، بمهاجمتها لقبيلة خزاعة المُتحالفة مع المسلمين؛ ما دفع النبي لمناصرة حلفائه بخطة عبقرية لفتح مكة، حيث دخلها مُكبراً مهللاً فاتحاً بعد أن استسلم أهلها، ليضرب أرقى مثل في العفو والصفح الجميل حين عفا -صلى الله عليه وسلم- عن الأسرى قائلاً: ” اذهبوا فأنتم الطلقاء”، فلم يفعل ما كان سائداً بين الملوك في ذلك الوقت من قتل الأسرى والإبادات الجماعية، على الرغم من الأذى الشديد الذي كانت تمارسه قريش ضد المسلمين في بداية الدعوة الإسلامية، ما كان له أثر كبير على انتشار الإسلام بين الناس في ربوع الأرض.

معركة القادسية
تعد من المعارك الفاصلة في تاريخ المواجهة بين العرب والفرس، حيث وقعت في العام الـ15 للهجرة، بقيادة الصحابي، سعد بن أبي وقاص. واتصفت هذه المعركة بأحداث وتكتيكات عسكرية متنوعة، حيث استعان الفرس بجيش من الفيلة لقتال المسلمين، ما أدى لنفور خيولهم، لكن بسالة الجنود الصائمون قهرت الفيلة وحققت النصر المبين بعد استشهاد الآلاف من جيش ابن أبي وقاص.

فتح الأندلس
قرع المسلمون بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير، أبواب القارة الأوروبية في 28 رمضان عام 92 هجرية، بعدما عبروا المضيق الذي عرف باسم قائدهم -جبل طارق-، ليلاقوا جيوش القوط ويهزمونها في معركة وادي لكة، على الرغم من الفارق العددي إذ بلغ الجيش الإسلامي 12 ألف مقاتل مقابل 40 ألف مقاتل من القوط، لتكون تلك المعركة معبراً لدخول الإسلام إلى القارة الأوروبية.

معركة بلاط الشهداء
بعدما فتح المسلمون الأندلس، توجهوا إلى فرنسا في رمضان عام 114 هجرية، ففتحوا النصف الجنوبي الفرنسي بالكامل، وأثناء اقترابهم من باريس واجه المسلمين بقيادة عبد الرحمن الغافقي، عدداً من الجيوش الأوروبية بقيادة شارل مارتل في معركة بلاط الشهداء التي تعرف غربيا باسم “معركة بواتيه”، حيث انتصر المسلمون بعد معارك عديدة، ورغم ذلك لم ترجح هذه المعركة كفة أي طرف، واضطر المسلمون للانسحاب بعد استشهاد قائدهم ” الغافقي “.

فتح عمورية
يمثل هذا الفتح رمزا للنخوة الإسلامية، حين حرك الخليفة العباسي المعتصم بنفسه جيشاً كبيراً في رمضان من العام 223 هجرية، لفتح مدينة عمورية جنوب الأناضول، بعدما استنجدت به امرأة باستغاثتها الشهيرة “وامعتصماه.. وامعتصماه”.

معركة عين جالوت
تعد هذه المعركة التي حدثت في 25 رمضان عام 658 هجرية، هي الترياق الذي أنقذ البشرية كلها من همجية المغول، الذين انتشروا كالجراد ليهدموا كل الحضارات التي قابلتهم في طريقهم، وصولاً إلى بغداد وتدميرها وحرق مكاتبها وقتل خليفتها المستعصم آخر الخلفاء العباسيين، إلى أن اصطدموا بالجيش المصري بقيادة الملك المظفر سيف الدين قطز، وقائده الباسل ركن الدين بيبرس، الذي ألحق الهزيمة بجيوش المغول في معركة عين جالوت، ليكتب نهاية وحوش كادت تفتك بالحضارة الإنسانية.

معركة حطين
شهدت هذه المعركة انتصار جيش المسلمين بقيادة الناصر صلاح الدين الأيوبي، على الصليبيين الذين احتلوا بيت المقدس، في 26 من شهر رمضان 583 هجرياً؛ لتعيد هذه المعركة للأمة الإسلامية المسجد الأقصى وقوة الهيبة بين الأمم.

كما يحفل التاريخ الحديث بانتصارات رمضانية عظيمة ومنها:

حرب أكتوبر
توصف حرب العاشر من رمضان عام 1393 هجرية الموافق لـ السادس من أكتوبر عام 1973ميلادية، بأنها من أعظم الانتصارات العربية الحديثة، حين هزم الجيش المصري المدعوم من أشقائه العرب الاحتلال الإسرائيلي، ليحطم أسطورة ما عرف حينها بـ”الجيش الذي لا يقهر”، ويسترد شبه جزيرة سيناء والأراضي العربية، ليعيد الأمل من جديد في الأمة العربية بعدما هاجمها اليأس بنكبة الأقصى ونكسة نكراء، لتعود الهيبة العربية من جديد.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل