الليبرالية … مفهومها ، أسسها الفكرية و موقف الإسلام منها

نور22 أغسطس 2020آخر تحديث :
الليبرالية … مفهومها ، أسسها الفكرية و موقف الإسلام منها

– مفهوم مصطلح الليبرالية :

الليبرالية مصطلح أجنبي مأخوذ من (Liberalism) في الإنجليزية و (Liberalisme) في الفرنسية ، وهي تعني “التحررية” ويعود إشتقاقها في الإنجليزية والفرنسية لمعنى “الحرية” .

‏- ماهي الليبرالية :

هي مذهب فكري يركز على الحياة الفردية ، ويرى وجوب احترام استقلال الأفراد ، ويعتقد أن الوظيفة الأساسية للدولة هي حماية حريات المواطنين في كل المجالات ، ويقوم هذا المذهب على أساس علماني يعظم الإنسان ، ويرى انه مستقل بذاته في إدراك احتياجاته .

‏- منهج الليبرالية واختلافها :
اعتمد بعض الليبراليين على”المنهج العقلي” واعتمد آخرون على “المنهج المادي” واختلفوا بناء على ذلك في وصف الدولة وأعمالها وواجباتها ، ولهذا اختلفت ليبرالية ” روسو” عن ليبرالية “لوك” و”جون ستيوارت مل” فهم يتفقون في مفاهيم عامة ولكن في التفاصيل يختلفون.
‏- تاريخ الليبرالية :

من الناحية التاريخية فإنه لم يوجد نقطة انبثاق لليبرالية من الناحية الزمانية والمكانية ، فقد نشأت الليبرالية كردة فعل غير واعية بذاتها ضد مظالم الكنيسة والإقطاع ثم تشكلت في كل بلد بصورة خاصة .
‏وكانت وراء الثورات الكبرى في العالم الغربي (الانجليزية ، الامريكية ، الفرنسية) ولكن نقاط الالتقاء لم تكن واضحة بدرجة كافية ، وهذا يتبين من تعدد اتجاهاتها وتياراتها .

‏- الاسس الفكرية لليبرالية :

تقوم الليبرالية على أسس فكرية هي القدر
المشترك بين سائر اتجاهاتها وتياراتها المختلفة وتنقسم هذه الاسس المكونة
لليبرالية الى قسمين :
” الحرية ، و الفردية “
وهي متأسسه من “العقلانية”
‏1- الحرية :
وهي من أوسع المفاهيم الإنسانية وأكثرها تعريفًا وقد ذكر بعض الباحثين أن لها أكثر من 200 تعريف وهي قضية قديمة ، وتنقسم الحرية إلى نوعيين أساسيين هما : “الحرية الإرادية ” و ” الحرية المدنية”

‏2- الفردية :
الفردية وهي السمة الأساسية الأولى لعصر النهضة وهو كرد فعل لفكر القرون الوسطى والتحرر من الإنضباط الكاثوليكي الطويل
وقد ارتبطت الحرية بالفردية ارتباطًا وثيقًا ، فأصبحت الفردية تعني : استقلال الفرد وحريته .

‏3- العقلانية :
وتعني العقلانية استقلال العقل البشري بإدراك المصالح والمنافع دون الحاجة إلى قوى خارجية ، وقد تم استقلاله نتيجة تحريره من الإعتماد على السلطة اللاهوتية الطاغية .

‏موقف الإسلام من الحريات :

الحرية وصف فطري وخلق كريم ، وصفة أساسية في الإسلام وقد خلقه الله تعالى على هذه الصفة الكريمة وقدر له أن يكون حرًا دون اختيار سابق منه لهذه الصفة تكريمًا له وتهيئة لحمل المهمة الكبرى وهي إفراد الله بالعبادة
‏وقد فطره الله على الحرية في التصرف والاختيار وهذه الخلقة الفطرية مقيدة بمقتضيات الخلق والإيجاد ، فالله تعالى لم يخلق الإنسان عبثًا وهملًاً، ولكن خلقهُ لتحقيق العبودية له وحده
‏ولا تتحصل له هذه العبودية إلا بحرية يستطيع بها القيام بهذه الحكمة الجليلة قال تعالى : ﴿أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ۝ فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم﴾
‏وتقييد الحرية يعتمد على الوحي الرباني ولهذا تم تقييد حرية الإنسان من أول وجوده ﴿وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين﴾
‏ثم لم يزل يدخل التحجير في استعمال حريته بما شرع له من الشرائع والتعاليم المراعى فيها صلاح حاله في ذاته ومع معاشريه ، بتمييز حقوق الجميع ومراعاة إيفاء كلٌ بحقه .

‏- الحكم الشرعي في الليبرالية :

الإسلام يحكم بكفر الليبرالية لنواحي عده
وفي الآتي بعض من انواع الكفر الواقعة في الليبرالية

‏1- كفر الإستحلال :
والاستحلال : هو أن يعتقد في المحرمات أنها مباحه ، ويجوز فعلها مع علمه بأن الله قد حرمها ، وقد أجمع العلماء على أن المستحل لما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة ومتواتر فهو كافر خارج عن دين الإسلام وهذا النوع من الكفر موجود بالليبرالية
‏لأن من مفاهيم الليبرالية المتعلقة بالحرية “منع التحريم” فلا يمكن أن يجتمع الفكر الليبرالي مع التحريم الإلهي المقيد لحرية الفرد، ومن بيديهيات الليبرالية إباحة الربا والبيوع المنهي عنها وإباحة الشذوذ الجنسي والتبرج والزنا إذا لا يمكن لشخص أن يكون ليبراليًا وهو يعتقد بتحريم ما ذكر .

‏2- كفر الإباء والإمتناع :
حقيقة الإباء والإمتناع هي عدم الانقياد والاستسلام لأمر الله تعالى وشرعه ، ولا ريب أن الفكر الليبرالي يؤسس للامتناع عن شرائع الإسلام في مجال السياسة والإقتصاد
ومن ذلك امتناع الدول الليبرالية من تطبيق الحدود والعقوبات الشرعية .

‏3_  الحكم بغير ما أنزل الله:
والمراد :استحلال الحكم بغير ما انزل الله والتشريع حق خاص لله تعالى وهو الامر الشرعي في قوله ﴿ألا له الخلق والأمر ﴾ وكل من تصور اللييرالية وعرف حقيقتها فإنه يجزم أنها لا تعترف بحكم الله وترى أن الحرية الإنسانية كافية في إصدار التشريعات .

‏- الليبرالية بإختصار :

إن الدراس لـ الليبرالية يجد أنها دعوة إلى الإلحاد ورفض الأديان حيث لا تعترف بهيمنة الدين على الحياة الإنسانية ، وهي تريد أن تعطي الإنسان حريته المطلقه بالتحلل من قيود الأديان والقيّم والاخلاق وأساسها قائم على تعظيم العقل الإنساني وماديته .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل