“القفزة الكبرى… مشروع أم كارثة؟”

بين الأخطاء الشائعة و الأخطاء المقصودة يمر خيط رفيع يفصل بينهما يدعى غباء الحكام.
فحين يستخدم الحكام سلطتهم من أجل فرض قرارات في غير الميدان الذي يتقنونه ستكون النتيجة غير مرضية و قد تؤول إلى كارثية أو مأساوية أحيانا.
فبعد “هتلر” الذي أراد احتلال روسيا في فصل الشتاء جاء العديد من الرؤساء و قاموا بالعديد من الأخطاء الكارثية لكن “ماوتسي تونغ” كانت له الجائزة الكبرى.
ماوتسي تونغ هو الثوري الشيوعي الصيني و مؤسس جمهورية الصين الشعبية و ترأسها عن طريق حزبه الشيوعي من 1949 إلى وفاته سنة 1976.
أهم قرار اتخذه ماوتسي تونغ و كاد أن يدمر الصين عن بكرة أبيها هو القرار الذي عرف ب “مشروع القفزة الكبرى للأمام”, في بداياته اعتبر الغرب هذا المشروع أخطر المشاريع الذي تبناها ماو عام 1958 حيث أنه كان يتركز على الصناعات الصغيرة في القرى و الزراعة في الحقول فأجبر بموجب ذلك جمع أكبر عدد من اليد العاملة المتوفرة بين فلاحين و عاملين و حتي مدنيين و هذا من أجل تحقيق نتائج كبيرة و سريعة جدا.
وسط هذه القرارات جاء قرار القضاء 4 أنواع من الكائنات التي تضر بالمحاصيل الزراعية الصينية و هي: البعوض, الذباب, الجرذان و عصافير الدوري, و هنا كان الخطأ القاتل فعصافير الدوري هي العدو الأول للعدو الاول للزراعات و الذي تناساه ماو و هو الجراد و حين تفطن لخطأه كان الأوان قد فات و وضعه بق الفراش مكان عصافير الدوري لم يشفع له فكان الجراد قد انتشر و بدأ بالقضاء على المحاصيل و انخفضت انخفاضا محسوسا, فلم يستطع العمال مجاراة الخسائر و اصطدمت الحكومة بنقص فاذح للغذاء فكانت هذه هي بداية مجاعة الصين الكبرى التي خلفت قرابة ال45 مليون ميت جوعا بين عامي 1958 و 1961.
إن التوازن البيئي يعتبر أهم الأشياء التي تجعل الأرض مكانا مناسبا للعيش, و محاولة الإخلال بها سيدمرك… حتى و لو كنت قائدا كبيرا كماوتسي تونغ.